أخبار محليةأخبار وطنية - دولية

تأملات 54 ـ في فلسفة الحياة

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

محمد اسماعيلي
الحياة لحظات: أحلاها لحظة حب وأصعبها لحظة انفصال.. وأقساها لحظة وداع.. وأجملها لحظة لقاء..
الحياة مدرسة لا يقتصر التعليم فيها على الطفولة والمراهقة.. ولا التدريس على المدرسة.. وإنما هي البيئة التي نعيش فيها من يعلمنا ويربينا ويدربنا.. وهي معلم قاسي ومربي خطير ومدرب صعب..
في الحياة لا نفعل كل ما نريد لكننا مسؤولون عن كل ما نحن عليه.. فالحياة لغز نعيشه وليست مشكلة نحلها..
في الحياة نلتقي بالعديد من البلهاء.. فإن آذوننا.. فالغباء هو ما يدفعهم لذلك.. فلا داعي لعناء الرد عليهم.. إنهم لا يستحقون..
لا يوجد في العالم ما هو أسوأ من المرارة والانتقام.. لذلك علينا أن نبقى دائما معتزين بحالنا.. محافظين على كرامتنا.. وصادقين مع أنفسنا.. بكل شجاعة.. وبكل هدوء.. وبكل يقين..
والشجاعة هي أن تفهم نفسك بشكل جيد .. الشجاعة هي حب الحياة..
الشحاعة هي النظر إلى الموت بنفس هادئة وروح مطمئنة..
الشجاعة هي السير نحو المثالية وفهم الصحيح للواقع..
عندما نفقد عزيز.. أو يرحل عنا صديق.. أو نفجع في قريب.. نمر عادة بعدة مراحل من الحزن:
في البداية لا نكاد نصدق ما حدث ولا تخيل حجم الخسارة ولا نقبل الحقيقية المرة ثم نلقي بغضبنا على الجميع.. على كل الأحياء.. حتى على أنفسنا.. ثم نشرع في التوسل والتضرع.. نقدم كل ما لدينا.. نضحي بأرواحنا من أجل أن نطيل عمر من فقدنا لساعة واحدة.. أو نؤخر رحيل من نحب ليوم واحد.. وعندما لا يفيد كل ذلك في شيء.. ويصعب احتواء الغصب.. نكتئب ونستسلم لليأس قبل أن نقبل في الأخير بالأمر الواقع.. ونعترف أننا جربنا كل شيء..
قد يكون الحزن شيئًا مشتركا بالنسبة للجميع.. لكنه يختلف من شخص لآخر.. فالحزن لا يكون عند الفقد والموت وإنما يكون في الحياة عند الخسارة وعند حدوث تغير أو تبدل.. ونتساءل أحيانا لماذا هذا يحدث..؟ لماذا نتألم كثيرا..؟ لكن الشيء الذي يجب ألا ننساه هو أن دوام الحال من المحال.. وهكذا نستطيع أن نبقى على قيد الحياة.. حتى عندما نتألم كثيرًا لدرجة أننا نعجز عن التنفس. علينا أن نواجه الألم والحزن لنستمر في العيش.. وستمضي الأيام ثم نتذكر بطريقة ما الذي حدث.. لن نشعر بنفس الألم كالسابق.. ولكل واحد منا وقته الخاص للحزن وطريقته الخاصة في الحزن.. لكن أفضل ما يمكن أن نواجه به حزننا هو أن نكون صادقين مع أنفسنا.. فأسوأ ما في الحزن هو ألا نتمكن من السيطرة عليه لذلك علينا أن ألا نكبت مشاعرنا بالداخل ونمنع أحاسيسنا من التعبير.. لنبكي.. لندع دموعنا تنهمر.. فمن قال أن الرجال لا يبكون.. ومن قال أن البكاء ضعف.. وبعدها لتكن لدينا الشجاعة في تخطي هذه اللحظات الكئيبة .. فالحياة أقصر من أن نضيعها على أي شيء لا يمكننا أن نسترجعه.. الحياة مهما طالت هي قصيرة فلا نضيعها في ملاحقة حب مستحيل..فحكمة الحياة دائما تكون أعمق وأوسع من حكمة الإنسان..
قد تنغص الكراهية حياتنا بينما الحب يجعلها متناغمة..
وقد تحجب الكراهية شمس الحياة بينما الحب يجعلها مشرقة.
وقد تكون الحياة مجرد مسرحية.. والمهم فيها هو ليس مدة عرضها هل هي طويلة أم قصيرة وإنما الأهم أن تُلعَب الأدوار التي فيها بشكل جيد ومتقن ومبدع وجميل وبتفان وإخلاص.
دمتم أحبتي
م.إسماعيلي
2020/10/01

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock