أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

أبشع الجرائم الإنسانية وأفظعها… اغتصاب الأطفال

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

حالات الاغتصاب الناتجة عن انحراف جنسي كثيرة ومتعددة ولا يمكن التحدث عنها كلها وهي ميولات جنسية غير معتاد عليها يجد فيها الشخص متعته ويعني بعبارة أخرى البحث الغير السوي عن المتعة الجنسية خصوصا لما تمس الأطفال التي هي شريحة هشة من المجتمع والاعتداء الجنسي على القاصرين هو حالة مرضية تدل على أن هناك أمراض اجتماعية ونفسية، وعلاج المنحرف جنسيا يبدأ باعترافه بمرضه سواء بطريقة تلقائية أو بأخرى إجبارية وهو مرغم على أن يعالج ولو في السجن ويراقب بعد ذلك ويتابع

أبشع الجرائم الإنسانية وأفظعها… اغتصاب الأطفال

عبدالقادر كتــرة

اهتزت مدينة طنجة، بعد زوال يوم الثلاثاء 20 غشت الماضي ، على وقع عملية اغتصاب جماعي تعرضت لها فتاة، من لدن سبعة أشخاص مارسوا عليها الجنس بطريقة “وحشية”، على حد وصفها لأطباء مستشفى محمد الخامس بطنجة.

وتحكي الفتاة لعناصر الشرطة التي رافقتها إلى مستشفى محمد الخامس بعدما عثر عليها مرمية في الشارع منهارة وغير قادرة على التحرك، أن الجناة كانوا سبعة لم تستطع التعرف سوى على الشخص الذي قادها إلى ذلك المكان، والذين تناوبوا على مضاجعتي واحدا تلو الآخر، تؤكد الفتاة في شهادتها للأطباء.

واعترف “فقيه” (إمام مسجد 43 سنة) بالتهم الموجه إليه باغتصاب 6 فتيات قاصرات بإحدى القرى في ضواحي مدينة طنجة، وسط تحقيقات السلطات بعد ورود شكاوى من ذوي الضحايا.

وبحسب وسائل إعلام مغربية، أن المحكمة أوقفت المشتبه به بناء على شكاية من الضحايا، اللاتي وصل عددهن لحد الآن 6 قاصرات، بإحدى قرى جماعة ملوسة، وتقرر تأجيل جلسة الاستنطاق التفصيلي إلى يوم 6 أكتوبر 2020، حتى يتسنى الاستماع للضحايا وأولياء أمورهن، ومن المحتمل أن يقوم بمواجهة بين المتهم والمشتكيات الست.

واهتزت مدينة طاطا على وقع خبر تعرض طفلة لم تتجاوز ربيعها السادس لاعتداء جنسي على يد رجل أربعيني. وحسب الأنباء المتداولة يعود تاريخ هذه الحادثة ، حينما قصدت طفلة مغربية تدعى إكرام منزل أحد جيرانهم للعب مع بناتهم وهناك استغل المشتبه به المفترض الفرصة لاستدراج الطفلة وأقدم على اغتصابها.

ونقلا عن موقع “هسبريس” المغربي فقد أكد والد الضحية تعرض ابنته لاعتداء جنسي، وبعد التحقيق معه، وضع المشتبه فيه تحت الحراسة النظرية، قبل أن يتقرر متابعته في حالة سراح مؤقت بكفالة وضمانة مالية. وذكر الموقع نفسه من خلال بلاغ توصل به من منتدي أفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان أن والد الطفلة إكرام، وقع تنازل كتابيا لصالح المتهم في تاريخ 05 يونيو الماضي تحت الضغط والإكراه ويعتزم التراجع عنه، حسب قوله.

وتعرضت طفلة لا يتعدى عمرها 12 سنة، إلى محاولة اغتصاب وعنف جنسي من طرف شاب عشريني بمنطقة سيدي بوعثمان، إقليم الرحامنة.

تفاصيل النازلة تعود إلى 26 غشت الماضي، حينما تسلل المتهم (ع.ب) في تمام الساعة الثانية صباحا إلى منزل الأسرة، حيث ضبطته جدة الطفلة مدسوسا في فراش هذه الأخيرة يحاول اغتصابها.

ووفق المعطيات الواردة في مراسلة وجهتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى الوكيل العام للملك باستئنافية مراكش، حسب موقع “الأول”، فإنه عند افتضاح أمر المتهم وسط صياح الجدة، فر هاربا بعدما ارتدى سرواله.

من أبشع الجرائم : جريمة اغتصاب وقتل الطفل عدنان

من أبشع الجرائم التي عرفها المغرب خلال شهر شتنبر 2020، وهزت الرأي العام الوطني والدولي اغتصاب الطفل المغربي عدنان وقتله قبل العثور على جثته مدفونة في حفرة غير بعيد عن منزله.

وكان الطفل عدنان، البالغ من العمر 11 عاما، قد اختفى بالقرب من منزل عائلته في مدينة طنجة، قبل مباشرة بحث عنه حيث رصدت كاميرات المراقبة الطفل رفقة شخص بالقرب من حيه، عندما كان في طريقه لشراء دواء لوالدته من الصيدلية.

وأفادت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان أن “المشتبه به استدرج الضحية إلى شقة يستأجرها في مكان غير بعيد عن منزل الطفل، واعتدى عليه جنسيا ثم قتله ودفنه”.

المجرم ( 24 عاما) كان يتردد على مطعم تملكه عائلة عدنان، ما يشير إلى وجود معرفة مسبقة بينهما.

وتحول مقتل عدنان إلى قضية رأي عام تردد صداها في دول عربية أخرى، وتحركت مجموعة من النشطاء عبر وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي مطالبين بالعدالة للطفل والحكم عليه بالإعدام، وتعالت الأصوات المطالبة بـ”إخصاء” أو “إعدام” مغتصب وكل مرتكبي الاعتداءات الجنسية على الأطفال.

كما أطلق مغردون حملة إلكترونية لجمع مليون توقيع للمطالبة بإعدام الجاني بدل الحكم عليه بالسجن المؤبد وتتحمل الدولة الإنفاق عليه” وفق تعبيرهم .

اغتصاب الأطفال أفظع الجرائم

إن جريمة اغتصاب الأطفال تعد من أبشع الجرائم التي يمكن أن ترتكب في حق أشخاص غالبا ما لا حول لهم ولا قوة لأنهم صغار وقاصرون أو ضعاف أو تحت رحمة أقرب الأٌقربين أو تحت التهديد بأي وسيلة كانت قوة أو سلاحا أو لقمة عيش أو غير ذلك من الوسائل التي تمكن الجاني المجرم من السيطرة على فريسته ومنعها من الإفلات من قبضته .كما يعتبر زنا المحارم الحالة الأبشع في الجرائم الجنسية وتفوق حتى بشاعة الغرائز وحوش الغابة بحيث يستنكف الحيوان أن يؤذي صغاره أو صغار الاخرين ليفرغ مكبوتاته في جسد غير قابل لذلك ولا مستوعب له …

“الاغتصاب عنف جسدي ونفسي يرتكب في حق شخص غير مستعد جنسيا وخاصة إن كان طفلا أو طفلة مع العلم أن أجهزته الجنسية غير ناضجة ولا مكتملة وفي وضعية ضعف” يقول اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والأمراض الجسدية النفسية والإدمان على المخدرات، ثم يضيف “ولكن العنف يكون أقوى وأكبر على الحالة النفسية لأنه يقصي الشخص ويؤثر عليه حاضرا ومستقبلا وعائليا وهذا ما يعتبره العديد من الأخصائيين “أبشع من جريمة قتل”.

ومن الناحية القانونية فقد أصدرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل وصادقت عليها دولها عام 1990، وحددت هذه الوثيقة الطفل بأنه: ” كل إنسان لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة، ما لم تحدد القوانين الوطنية سنا أصغر للرشد”.

هذا الشخص المعتدي أو المريض يوصف بالانحراف الجنسي لأن العلاقة الجنسية العادية تحدث ما بين شخصين على الأرجح بالغين أو من 15 سنة فما فوق ومن جنسين مختلفين ويكون ذلك بالتراضي من الطرفين وإلا اعتبر اغتصابا ولو كانت زوجة. إذن يعتبر الاغتصاب كذلك إذا كان تنافى التراضي كاعتراض سبيل أو استغلال طفل قاصر واستدراجه بأشياء يحبها والتغرير بالأطفال.

الاغتصاب سلوك من جنس الانحراف

يصنف سلوك المغتصب في الانحرافات الجنسية كاغتصاب الأطفال وزنى المحارم واللواط… وهذه الجرائم التي ترتكب قد يكون فيها القتل أو العبث بالجسد أو اغتصاب الأطفال، وهي اختلالات الغريزة الجنسية التي تبدو في الجموح، الشبقية الجنسية عند الذكور “الإيروتومانيا” و”الأنفومانيا” عند الاناث .

ويوضح الطبي الاختصاصي في الطب النفسي وعلاج الإدمان بوجدة أن الجموح الجنسي عموما يتمثل في تضخم الطاقة الانفعالية الجنسية التي يطلق عليها اسم “ليبيدو”.

وينشأ هذا التضخم عن زيادة النشاط الافرازي للغدد الجنسية. والمصاب بالجموح الجنسي ذكرا كان أو أنثى يشعر برغبة شديدة وملحة مستمرة لإشباع شهوته الجنسية بشطط، مما قد يدفع ببعضهم إلى ارتكاب جرائم خطف واغتصاب ويدفع بعض الجامحات جنسيا إلى ممارسة البغاء ( للإشارة الخمول الجنسي هو عكس الجموح الجنسي). ويعرف للانحراف الجنسيعدة انواع منها الميل للأطفال “البيدوفيليا” pédophilie) La) والميل للحيوان )”الزوفيليا” ( (La zoophilie ، والميل للموتى”النيكروفيليا” (La nécrophilie) والميل للأشياء او ما يسمى بالأثرية كان يستمتع المصاب بإشباع جنسي تام بِتَلمُّس دُمية أو قطعة قماش كتُبَّان أو صدرية (Le fétichisme) والميل نحو التعرية (L’exhibitionnisme) والسادية الاستمتاع بإيلام الغير (Le sadisme) والمازوشية أي الاستمتاع بإيلام الشخص لنفسه((Le masochisme وما هو أخطر وما تشمئز له النفوس هو اغتصاب الأطفال.

ويرى الاخصائيون في علم النفس أن اغتصاب الأطفال يشكل نموذجا من نماذج الانحرافات الخطيرة وتدل الاحصائيات العالمية والجهوية كذلك على أن الظاهرة في نمو مستمر. إن الجرائم الجنسية التي تمس الأطفال تشكل إحصائيا نسبة أكبر بكثير من الجرائم التي ترتكب ضد الأطفال (السن الوسطى 11 سنة، ولكن قد يتعرض الأقل سنا إلى الاغتصاب)، كما أن الفتيات أكثر تعرضا للاغتصاب من الذكور . وفي أغلب الحالات يكون المجرم معروفا من قبل الضحايا والعائلة حيث تبلغ النسبة 75% وحوالي 30% من المهتدين كانوا يعيشون مع الضحية كالأب والأخ وعشيق الأم . كما أن عددا من المجرمين المغتصبين ينتمون إلى محيط الضحية كالبقال أو الجيران مثلا او أشخاص أوكل لهم الحراسة المؤقتة للطفل او الاهتمام به، فيما تشير الاحصائيات إلى أن نسبة الغرباء تبلغ 25%.، وتقع أغلب الحالات في أحياء هامشية وفقيرة حيث تكثر البطالة والتعاطي للخمر وأنواع المخدرات ، ويقوم المعتدون بأفعالهم المشينة بأماكن مهجورة أو منعزلة تمكن المعتدي من ممارسة ساديتهم بكل حرية…

ويرى الطبيب النفساني أن المعتدين جنسيا على الأطفال لا يختلفون عن غيرهم من الناس سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتى الفكرية، لكن هم يختلفون في النمو النفسي والاجتماعي أو عندما يتعرضون لمتاعب الحياة التي تفوق طاقاتهم فإنهم يبحثون عن الراحة في علاقاتهم مع الأطفال . ويمكن التمييز بين نوعين من مستغلي الأطفال جنسيا، إذ يجد الأول ميلا للأطفال منذ بداية نضجه الجنسي ويصبح الطفل هو موضوع الجانب الجنسي له ولو أنه يكون متزوجا وله أطفال إلا أن هذه الرغبة تستمر معه نفسيا وتتحول إلى أطفاله. اما الثاني قد يكون ميله إلى الأطفال نتيجة ضعف النمو الجنسي.

وهذا النوع ينجذب إلى الأطفال لرغبته في البقاء طفلا. أما عن الدوافع فهناك سببان رئيسيان تدفع المعتدي إلى تفضيل العلاقة الجنسية مع الأطفال، أولهما ترتبط بنقص وضعف العقلي لديه حيث يكون له عقل طفل في جسم رجل، ويكون عاجزا عن إقامة علاقة مع الكبار. ويكمن السبب الثاني في كون المجرم المعتدي على الطفل تعرض لاعتداء في طفولته ولم يُعْتنَ به نفسيا وعائليا واجتماعيا فيكون بذلك مجرما وضحية في آن واحد.

ومن جهة أخرى تجدر الاشارة إلى أن الادمان على الخمر والمخدرات أو كل ما يتلف العقل يضاعف من احتمال ارتكاب الجريمة وبشاعتها. أما زنا المحارم فهو عبارة عن زلزال يمس الشخص المجني عليه في جسده وفي نفسيته وكرامته ومستقبله وعائلته. يتواجد المرتكب لزنا المحارم بكل المجتمعات وهو ليس محصور على البادية أو الحياة المدنية أو لدى الأشخاص الذين يعانون من ظروف اجتماعية غير ثابتة كالساكن في الكوخ بالبادية أو الفيلات.

إن شخصية المغتصب تتسم ببعض الصفات كالانطوائية والبرودة في حياته الاجتماعية وعلاقاته مع الشريك الاخر. ويلاحظ في كثير من الحالات اعتداء الأب على بناته لفترات طويلة وبعلم الأم وبموافقتها ضمنيا إما لتجنب عنفه أو لأسباب نفسية خاصة بها كالبرود الجنسي، وغالبا ما يفتضح الأمر عند ظهور الحمل.

الانحراف الجنسي في حق الأطفال من الأمراض النفسية

“إن الاعتداء الجنسي على القاصرين هو حالة مرضية تدل على أن هناك أمراض اجتماعية ونفسية موجودة في العالم كله وفي مجتمعنا المغربي ولها طابع خاص بحكم تقاليدنا وبعض الطقوس منها ما هو من التقاليد أو الديني الغير مفهومة تجعل المعتدى عليه لا يبوح بالجريمة التي ارتكبت في حقه خصوصا إذا كان المعتدي من العائلة، الأب ، الأخ الأكبر ، زوج الأم …”، يقول الدكتور عبد المجيد كمي ، اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية ومجاز في علاج الإدمان على الخمر والمخدرات.

شاع صيت الحالة في بعض الدول الأوروبية وفي كندا والتي أخذت احتياطات واتخذت قوانين صارمة فيما يخص زنا المحارم والاعتداء على الأطفال الأقارب خصوصا الأب في حق بنته وزوج الأم في حق ربيبته والأخ في حق أخته.

وفي نهاية السبعينيات والثمانينيات ، كانت حالات كثيرة ظهرت للعالم تشبه ظروفنا الحالية في الدول العربية. وكثرت شكايات الأطفال في ما يخص الاعتداء الجنسي والذين كانوا يسمعون هذه الأسرار ويكتشفون تلك الوقائع هم المدرسون في دور الحضانة أو المدارس الابتدائية من خلال حالات غير عادية لا يستطيع الطفل المعتدى عليه البوح بها بسبب الخوف أولا كما يجهل ثانيا إن كانت تلك الحالة عادية في العائلة أم لا.

والمعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل وله علاقة ثقة وقرب للضحية، وقد دلت الدراسات أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممن لهم علاقة قرب مثل أب، أخ، عم، خال، جد أو معروفين للضحية.

ومن الناحية القانونية فقد أصدرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل وصادقت عليها دولها عام 1990، وحددت هذه الوثيقة الطفل بأنه: ” كل إنسان لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة، ما لم تحدد القوانين الوطنية سنا أصغر للرشد”.

وهذا الشخص المعتدي أو المريض يوصف بالانحراف الجنسي لأن العلاقة الجنسية العادية تحدث ما بين شخصين على الأرجح بالغين أو من 15 سنة فما فوق ومن جنسين مختلفين ويكون ذلك بالتراضي من الطرفين وإلا اعتبر اغتصابا ولو كانت زوجة. وحاليا في الدول الاسكندنافية وفي هولاندا وفرنسا كان هناك تصويت على مشروع قانون ودخل حيز التطبيق يعتبر اغتصاب الزوجة جريمة إذا مورس عليها الجنس بعنف ودون إرادتها. إذن يعتبر الاغتصاب كذلك إذا تنافى التراضي كاعتراض سبيل أو استغلال طفل قاصر واستدراجه بأشياء يحبها والتغرير بالأطفال. وما زالت العيادات تستقبل بعض الناس الذين يحكون عن اغتصابهم في صغرهم من طرف بالغين.

“حالات الاغتصاب الناتجة عن انحراف جنسي كثيرة ومتعددة ولا يمكن التحدث عنها كلها وهي ميولات جنسية غير معتاد عليها يجد فيها الشخص متعته ويعني بعبارة أخرى البحث الغير السوي عن المتعة الجنسية خصوصا لما تمس الأطفال التي هي شريحة هشة من المجتمع.” يضيف الدكتور عبد المجيد كمي.

وقد يستهوي البالغ قاصرا بلعبة أو حلوى وتدريجيا بهدف اعتداء جنسي عليه يؤثر على نموه النفساني ويكون هذا من أقرب الأقرباء إليه أو شخص حاصل على ثقة الضحية كالخادم أو السائق أو البستاني أو صديق العائلة.

هذا الطفل تكون له علاقة عاطفية مع هذا الشخص لكن يصبح تدريجيا يمارس معه أشياء لا يفهمها ولا يعرف ما إذا كانت طبيعية أم لا وحسب بعض تصريحات بعض الضحايا فإن بعض الآباء كانوا يصرحون لأطفالهم المغتصبين بأن ما كانوا يفعلونه معهم يعد أمرا عاديا وطبيعيا يعمل به بين الآباء وأطفالهم.ورغم انه كان يصيب الضحية التقزز والغثيان والإحساس بالرفض إلا أنها لا تجرؤ على البوح. ويشعر المربي أو المدرس باضطرابات في سلوك الطفل الذي لا يجرؤ على القول بالحقيقة خوفا على أبيه أو خوفا من تكذيبه أو خوفا من العقاب ولا يدري أي وجهة يتجه للتشكي. ولهذا يعتبر العديد من الباحثين هذه الوضعية “مؤامرة الصمت والسرية”.

وتؤكد الباحثة الاجتماعية “السعدية بويا” -الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة بالرباط: “من خلال نزولي إلى الشارع خاصة في مناطق باب الأحد، وقهوة الطنجاوي، وباب الرحبة.. وهي أحياء مغربية فقيرة تضم هؤلاء الفئة التي ترزح تحت وطأة الحرمان وجدت أن نسب الأطفال الذين يتعرضون للاغتصاب تتضاعف، ورغم تكتمهم على المشكلة فإني أستطيع التعرف عليهم من خلال طريقة مشيتهم وكذلك كلامهم عن الممارسة الجنسية بشكل شاذ…”، وتضيف أن معاناة هؤلاء الأطفال تبدأ قبل لحظة اغتصابهم بكثير.( عادل الإقليعي، المغرب20/12/2003 إسلام أونلاين)

شخصية المنحرف جنسيا ” البيدوفيل”

أما فيما يخص شخصية المغتصب فهو منحرف جنسيا وشاذ جنسيا له رغبات ولذة جنسية لا يبلغها إلا بطريقة معينة “البيدوفيليا” ( الميل جنسيا على الأطفال) أو الاعتداء على الأطفال جنسيا. و”البيدوفيل” أو الشخص المنحرف جنسيا والذي لا يجد متعته الجنسية إلا بممارستها مع الأطفال فهو في بعض الأحيان ذكي جدا لأنه يمارس طرقا معينة لاستدراج الطفل بعد أن يحدد ضحيته ويبحث عن أسهل الطرق للوصول ويستدرجه مع العلم أن ليس كل الأطفال سهلي الاستدراج . وحتى يبقى مجهولا يأخذ الاحتياطات اللازمة.

ويذكر أن ببلجيكا ، بعد قضية المجرم ” البيدوفيل” مارك دوترو، أحدثت شرطة خاصة لمطاردة هؤلاء Les cyber-policiers)) المنحرفين جنسيا عبر قنوات الانترنيت تسمى بشرطة نوادي الانترنيت

وهي سرية نوادي الانترنيت لمراقبة أولائك المنحرفين منذ بداية انحرافهم بدءا بمشاهدة الصور الخليعة للأطفال فينال رغبته بالمشاهدة أو الاستمناء ولكن خطورة وضعية هذا الشخص تكمن في نمو هذا الميول المنحرف حتى يصل على رغبته بأي طريقة كانت.ويعتبر هذا المنحرف جنسيا مجرما محتملا بحيث يمكن أن يقتل طفلا لإسكاته بمجرد خوفه من اكتشافه شذوذه باستعمال طرق عديدة للجريمة للتخلص منه كالدفن أو إلقاء الضحية في بئر أو نهر أو تقطيع الجثة أو … ولا زالت مدينة وجدة تتذكر الطفلة لبنى البريئة وقاتلها المحكوم بالإعدام.

إن المنحرف الجنسي لا يستطيع مقاومة دافعه الجنسي الهائج بحيث يعتبره الأطباء النفسانيون حالة مرضية وهناك في سجن بفرنسا جناح مخصص لهؤلاء المنحرفين صرح احدهم في استجواب انه لا يحس بالأمان إلا وهو داخل السجن ” هكذا أعرف أنني لا استطيع الوصول إلى الأطفال بحيث لا يمكن لي أن أقاوم دوافعي وأنا خارج السجن.” وقال آخر :” ما أحسست بالحرية حتى دخلت السجن.”وهذا يبين مدى قوة رغبة ميول المنحرف وعدم قدرته على مقاومة دوافعه وبالتالي حالته كسجين لغريزته ولشذوذه الجنسي وتعطشه لإشباعه مهما كانت عواقب أفعاله.وأضاف” لما دخلت السجن أحسست بتحريري من رغبتي وخلاصي من دوافعي الجنسية”.

والرغبة الجنسية للمنحرف تفوق قوة الرغبة العادية بحيث هذه الأخيرة يمكن أن تنطفئ بالطريقة العادية وبسهولة مع الزوجة أو مع الخليلة أو مع باغية ورغم لا مشروعية بعضها إلا أنها تعتبر أكثر أمنا وأقل ضررا . أما بالنسبة لفعل البيدوفيل ففيه مجازفة ومخاطرة ومغامرة وصعوبة المنال وركوب التحدي وكلما صعب الوصول كلما هاجت الغريزة واحتدت الرغبة وانعدم التفكير وغاب العقل وطغت الحيوانية بحيث يجد متعة حتى في البحث على الضحية لإشباع غريزته. وهناك من تجاوزت رغبته الجنسية المنحرفة حدود الغريزة الحيوانية بحيث يمارس شذوذه على الجثة وهذا ما اصطلح عليه ب”الميول الجنسي إلى الجثث” ( La nécrophilie).

مضاعفات نفسية على المعتدى عليه

ومن جهة أخرى فإن الطفل المغتَصَب الذي يمارس عليه الجنس يعاني من عدة مضاعفات نفسية وحتى إذا لم يكن ذلك بالعنف تظهر في السنين الأولى التي تلي الاعتداء وغلا تؤجل إلى سن الرشد منها الاضطرابات التي تتمثل في حالات القلق والانفعال مروا عبر حالات شدة الغضب والاكتئاب والانهيار العصبي وصولا على انفصام الشخصية خصوصا إذا كان الطفل مهيئا لهذا المرض وله قابلة لذلك وهو من الأمراض الأكثر شيوعا والأصعب علاجا.

ثم إن الطفل يعيش حيرة وارتباكا بحيث لا يعرف ما إذا كان عليه أن يحب ذلك الممارس أفعاله عليه أو يكرهه وهل تلك الفعال تمارس أم لا وهكذا يعلق تفكيره بعدد من التساؤلات تلهيه عن دراسته وتشغله عن تحصيله وتعيق نموه وتخلق لديه شعورا وإحساسات تفوق قدراته تفقده حياة متزنة. وعند وصوله سن البلوغ تتولد لديه كراهية للجاني ولو كان أباه تتحول لرغبة ودافع في الانتقام يصل إلى القتل.

والضحية الفتاة تحس بعد عملية الاغتصاب بالقذارة والوسخ والنجاسة وتعمد إلى الغسل عدة مرات للتخلص من تلك الدناسة خصوصا أنها أصيبت في أعز ما يمكن أن تملكه ألا وهو شرفها وما يمكن أن يترتب عن ذلك من تبعات مجتمعية كالزواج والبكارة وقبول وضعيتها كضحية اغتصاب وتصديقها على ذلك في مجتمع يحكمه القيل والقال والشائعات والتقاليد والأعراف…

أما على المستوى الأسري، فبمجرد اكتشاف جريمة الاغتصاب تتحول الحياة إلى جحيم تؤدي إلى تفكك الأسرة بالإضافة إلى لفظ المجتمع للفاعل وانحراف المراهقين والأطفال المغتصبين وتعاطيهم لأنواع المخدرات لمحاولة نسيان لحظات قذرة عنيفة وارتكابهم للجرائم والاعتداءات.

علاج المنحرف جنسيا ممكن وغير مستحيل

ويرى الدكتور كمي أن علاج المنحرف جنسيا يبدأ باعترافه بمرضه سواء بطريقة تلقائية أو بأخرى إجبارية وهو مرغم على أن يعالج ولو في السجن ويراقب بعد ذلك ويتابع. وحتى إذا دخل السجن فلا بد أن ينظر إليه في حالة عدم ارتكابه جريمة، على أنه مريض ودون الكلام عما يحدث في السجن من علاقات جنسية أخرى وانحرافات من شانها أن تأزم حالته، وإلا سيدخل ميالا جنسيا للأطفال ويكتسب علاقات جنسية متنوعة.

” إذن، لحماية للمجتمع ، يجب أن يعالج كباقي الأمراض النفسية العصابية كالوسواس القهري والخوف أو الوهاب الاجتماعي وحالات الهستيريا إلا أن المنحرف جنسيا ، خلافا لهذه الأمراض، يضر نفسه والآخرين لهذا يجب أن يفرض عليه العلاج. ولا يمكن الجزم بنجاعة العلاج لأن ليس هناك طريق واحدة لذلك بحيث تتعدد الحالات والظروف لكن مداومة العلاج والمراقبة الطبية والاستمرارية والاشتغال بأنشطة وتكاثف الجهود لا من طرف المريض ولا الطبيب والعائلة ولا المحيط كفيلة بالوصول على نتيجة إيجابية.لا سيما وأننا في مجتمع يرفض هذا النوع من المرض بل يعتبره عارا وينبذ الفاعل ويطلب الخلاص منه مما يحوله على حيوان شرس وعنيف يؤدي به إلى الانتقام أكثر من المجتمع .” يقول الأخصائي في الأمراض النفسية والعصبية.

ورغم أن لا أحد يقبل بفعل المنحرف جنسيا والمعتدي على أطفال صغار إلا انه يبقى المنحرف مريضا دون الكلام عن مرتكبي هذه الفعال تحت تأثير المخدرات بحيث لا يعتبرون مرضى بل جناة بالمناسبة ويعاقبهم القانون الجنائي كمجرمين كما لا يعتبر الخمر ولا المخدرات من ظروف التخفيف.

ما يجب القيام به نحو الضحية؟

ومن جهة أخرى، يرى علماء النفس أن الطفل المغتَصَب الذي يمارس عليه الجنس يعاني من عدة مضاعفات نفسية وحتى إذا لم يكن ذلك بالعنف تظهر في السنين الأولى التي تلي الاعتداء وإلا تؤجل إلى سن الرشد منها الاضطرابات التي تتمثل في حالات القلق والانفعال مرورا عبر حالات شدة الغضب والاكتئاب والانهيار العصبي وصولا إلى انفصام الشخصية خصوصا إذا كان الطفل مهيئا لهذا المرض وله قابلة لذلك وهو من الأمراض الأكثر شيوعا والأصعب علاجا.

ثم إن الطفل يعيش حيرة وارتباكا بحيث لا يعرف ما إذا كان عليه أن يحب ذلك الممارس أفعاله عليه أو يكرهه وهل تلك الفعال تمارس أم لا وهكذا يعلق تفكيره بعدد من التساؤلات تلهيه عن دراسته وتشغله عن تحصيله وتعيق نموه وتخلق لديه شعورا وإحساسات تفوق قدراته تفقده حياة متزنة. وعند وصوله سن البلوغ تتولد لديه كراهية للجاني ولو كان أباه تتحول لرغبة ودافع في الانتقام يصل إلى القتل. أما على المستوى الأسري، فبمجرد اكتشاف جريمة الاغتصاب تتحول الحياة إلى جحيم تؤدي إلى تفكك الأسرة بالإضافة إلى لفظ المجتمع للفاعل وانحراف المراهقين والأطفال المغتصبين وتعاطيهم لأنواع المخدرات لمحاولة نسيان لحظات قذرة عنيفة وارتكابهم للجرائم والاعتداءات.

وينصح الأخصائيون الأسرة بحماية أطفالها من إمكانية التعرض للاعتداء بالتقرب من الطفل والصراحة معه لان الخوف قد يعرضه للتغرير، فيخفي الأمر عن الأهل خوفا منهم، مع ضرورة مراقبة سلوك الطفل، و يجب الحذر من علاقة الطفل مع الكبار غير الموثوقين و يبقى أن الطفل المغتصب بحاجة الى علاج نفسي، و حتى عندما يصبح راشدا لأن الآثار السلبية لهذه العلاقات المبكرة هي مدمرة على الصعيد النفسي.

إن جميع هذه الأمراض مصنفة في إطار الشذوذ الجنسي والعقلي مع فكر شاذ. ومن بين خاصياته السكوت والصمت الجماعي الذي يرتدي عباءة “الحشومة” و”العيب” و”العار” و”الفضيحة”…إن أجدى طريقة لعلاج هذه السلوكات هو إدانتها لأن الساكت عليها يعتبر شريكا في الجريمة ومساعدا في انتشار الظاهرة واستفحالها.

تعزيز الحماية من كافة أشكال العنف والإهمال والاستغلال

تعززت هذه الحماية من خلال مقتضيات تشريعية جديدة تهم المجال الجنائي ومجال الشغل. جاء القانون رقم 24.03 (الصادر بتنفيذه الظهير رقم 207 بتاريخ 11 نونبر 2003) المتعلق بتغيير وتتميم مجموعة القانون الجنائي، بمقتضيات تتمثل في تجريم التحريض أو التشجيع أو تسهيل استغلال أطفال قاصرين في مواد إباحية، وذلك بإظهار أنشطة جنسية بأية وسيلة كانت سواء أثناء الممارسة الفعلية أو بالمحاكاة أو المشاهدة أو تصوير للأعضاء الجنسية للأطفال يتم لأغراض ذات طبيعة جنسية (الفصل 503.2 )، وتشديد العقوبات بالنسبة لأفعال جرمية مختلفة تمس الطفل في جسده أو صحته أو كرامته، ومن ذلك تحريض أو تشجيع القاصرين على الدعارة أو البغاء (الفصل 497)، عدم التبليغ عن جناية أو محاولة ارتكابها كان ضحيتها طفل يقل سنه عن ثمان عشرة سنة ( الفصل 299 )، ارتكاب جريمة البغاء اتجاه قاصر دون الثامنة عشرة (الفصل 499)، وتصل العقوبة إلى السجن المؤبد إذا ارتكبت الجريمة بواسطة التعذيب أو أعمال وحشية (الفصل 499.2 ).

وعلاقة بالموضوع، وانطلاقا من ملاحظة تفشي دعارة الأطفال، قامت مجموعة من الجمعيات يوم 11 نونبر 2009 بالرباط، بتأسيس “الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال” بمحاربة الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداءات الجنسية التي يذهبون ضحيتها. وحددت من بين أهدافها العمل على تعريف الميثاق الدولي لحقوق الطفل والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وجميع القوانين الوطنية والدولية التي تهدف إلى حماية الطفل من كل أشكال الاستغلال البدني والجنسي، وجمع ونشر وتبادل جميع المعلومات حول أوضاع الاستغلال الجنسي ،وتقديم دعم قضائي واجتماعي ونفسي لضحايا الاستغلال الجنسي ، وتعبئة الرأي الوطني والدولي وفضح وإدانة جميع حالات الاستغلال الجنسي مع تقديم النصوص القانونية التي تضمن احترام حقوق الطفل، وتشجيع التعاون بين الجمعيات والمنظمات الوطنية والدولية ذات الهداف المشتركة، ودعوة الحكومة إلى تبني قوانين ملائمة تتعلق بحقوق الطفل، وتحسيس القضاة والمحامون ورجال الأمن بحقوق الطفل ، وتحسيس الأسر والفتيات بمخاطر الدعارة…

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock