أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

شيء من السياسة…دلالات انتخاب المغرب رئيسا لمجلس حقوق الانسان بجنيف

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

محمد شحلال
تم اليوم انتخاب بلدنا في شخص ممثله بجنيف،رئيسا لمجلس حقوق الإنسان برسم السنة الجارية،وهو إنجاز دبلوماسي يجعل المغرب يتحلل تدريجيا من سجل قاتم عاشه بعيد الاستقلال،حيث شهدت البلاد نوبات من القمع الشرس الذي لطخ سمعتها،بل إن حقبة كاملة من تاريخنا المعاصر،قد توافق المهتمون بالشأن السياسي على توصيفها،،بزمن الرصاص،،!
إن الانفراج الذي شهده المغرب في السنوات الأخيرة من حكم الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله،كان في الواقع اقتناعا من طرفي الصراع بأن التغيير المنشود ،لا بد له من أسلوب جديد،وهو المحطة التي تبلورت خلالها مؤشرات التحول الإيجابي في العهد الجديد الذي قطع مع الماضي عبر لجنة الإنصاف والمصالحة.
لقد طويت صفحات سوداء ببلادنا،وعمل جلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم على تغيير طرق تدبير الشأن العام عبر إحداث نقلة نوعية في كل مجالات الحياة،حتى شهد الأعداء قبل ابناء البلد بقيام ثورة اقتصادية هائلة في جل ربوع الوطن،من خلال تحديث البنيات التحتية وتغيير أوجه المدن المغربية،ليكون القطار السريع أبرز إنجاز عصري ببلادنا.
لم تتم تصفية مجال حقوق الإنسان من كل النقائص التي تعتريه،لكن مقارنة بسيطة مع بعض الدول على الصعيد القاري بالخصوص،تبين مدى الأشواط التي قطعتها بلادنا في مجال احترام الحريات العامة بغض النظر عن الاراء المخالفة التي لا تخلو من مبالغات في حالات كثيرة.
لنظل ،،مغاربة،،فنقول مع أجدادنا بأن،،فاس لم تبن في يوم،، ! ولنقر بأن المشوار ما زال طويلا،لكن الأكيد بأن مناهج الماضي الأسود لن تتكرر أبدا،وهذا هو المكسب الأهم.
إن سؤالا عريضا يفرض نفسه اليوم بعد تشرف المغرب بترؤس مجلس حقوق الإنسان لمدة سنة،وهو :
كيف استطاع المغرب أن يفوز بهذا المنصب أمام بلاد،،نيلسون مانديلا،،وحليفتها على الشر ؟
ليس المطلوب أن يكون المرء حاضرا بجنيف ليدرك سر تغلب المغرب على خصمه،بل الأمر يتطلب مجرد عودة إلى الأحداث التي حصلت في السنوات الأخيرة بخصوص المواقف من قضية وحدتنا الترابية.
لقد أدرك الأفارقة بالدرجة الأولى، بأن دولة الجزائر قد أوقعت العديد من الأنظمة بالقارة السمراء ،في متاهات تبين مع الأيام بأنها مجرد مناورات بئيسة ومغالطات تم تمريرها في بعض المراحل بالمال القذر،لكن واقع الحال سرعان ما كشف النوايا الحقيقية لهذا البلد،مما جعل العديد من الدول تعيد النظر في مواقفها المنساقة وراء الدعاية الجزائرية،بل إن هذه الدول قد اكتشفت حقيقة النظام الجزائري عندما تعددت إخفاقاته الرياضية،حيث سارع الى اظهار وجهه العنصري الذي لم يخفه حينما تهجم اعلامه ومسؤولوه على الحكام الرياضيين الأفارقة دون إغفال النزعة العنصرية التي التقطتها الشعوب الأفريقية واستخلصت منها الدروس.
وإلى جانب اخفاقات الجزائر الرياضية،فإن حصيلتها السياسية ،كانت بدورها مخيبة للامال،حتى تلاحقت الصفعات وخاصة من الجوار،مثلما رأينا ذلك في مواقف دول عديدة كالنيجر ومالي وليبيا وغيرها ممن ردوا على الجزائر بما لطخ كبرياءها وقوتها المزعومة في الوحل.
لقد تفطن العالم ألى أحابيل الجزائر ،وتناقض مزاعمها بعدما وضعت على المحك ،وكان من المتوقع أن تجني دولة جنوب أفريقيا أمل خيبة تاريخية بجنيف بسبب تأييدها الأعمى لاسطوانة الجزائر المشروخة.
رحم الله الحسن الثاني الذي مازال فيديو نيلسون مانديلا وثيقة تؤكد نصرته لهذا المناضل وشعبه المستعبد،وكان الدكتور عبد الكريم الخطيب هو المسؤول عن تقديم الدعم الذي جاء من أجله أقدم سجين للأبارتايد ذات زمان ،فكان له ما أراد،لكن اللئام موجودون في كل مكان،وما على الأجيال المغربية الا أن تقرأ التاريخ السياسي بما يلزم من الدقة حتى لا نظلم أحدا مثلما كان البعض يصنع مع الراحل الحسن الثاني،لكن التاريخ ما ينفك أن ينتصر للحق،ولا عزاء لجنوب افريقيا وحليفتها في الشر. ‏

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock