أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

في اطار التعريف بمبدعي إقليم تاوريرت يسرني ويسعدني ان اقدم لكم كتاب اليوم تحت عنوان “دموع الجمر” أو البوح بذكريات الماضي.

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

محمد بوعصابة


لقراء مدينة تاوريرت يوجد بمكتبة السيدة الجابري بنفس المدينة . دموع الجمر للكاتب ذ. رابح قاسم وهو عمراوي الأصل امازيغي من بلدة سيدي لحسن باشَوية دبدو اقليم تاوريرت، دبلوماسي سابق . تعاطي للكتابة منذ احالته على التقاعد. كما للكاتب : 1. ثافلوث. 2. فرسان الإنفاق 3.دموع الجمر الجزء المذكور اعلاه والذي اوافيكم اعزايي القرائ بقراقة كاملة أعدها لنا الاستاذ علي بنستيتو صحفي ..اعلامي… ومدير وكالة المغرب العربي للانباء بعدة دول لمدة طويلة ، وهو من احد كتاب اقليم تاوريرت كما أشرت سابقا .
*****
عندما يحكي الكاتب عن ذكرياته، محاولا استرجاع ما بقي عالقا في ذاكرته من أحداث عاشها ومعاناة كابدها ومصاعب شائكة واجهها وهو يشق طريقه في الحياة في مراحلها الأولى، وعندما يكون هذا الحكي صادقا يصور الواقع كما هو ، مهما كان مؤلما ومريرا، يلمس القارئ وهو يجول عبر صفحات صاحب الذكريات ، نبضات الكاتب وصدق سرده لتلك الذكريات.
ذلك هو الحال تمتما بالنسبة لصاحب كتاب”دموع الجمر” ، الذي يمثل الجزء الثالث من مذكرات “صدى السنين” أو السيرة الذاتية لمؤلفها الدبلوماسي السابق ، الصديق رابح قاسم.
تعود معرفتي برابح ، الذي أهداني مشكورا نسخة من مولوده الجديد ، إلى نهاية ستينات القرن الماضي، خلال سنوات الدراسة بثانوية عبد المومن بمدينة وجدة ، حيث تقاسمنا ردهات الداخلية التابعة لهذه المؤسسة وعشنا معا في تفاعل مع سلسلة من الأحداث التي ميزت المشهد الطلابي في تلك الحقبة ، من إضراب ونضال سياسي وشغب أيضا، وكان من ضمن تلك الأحداث ، اقتحام ليلي عنيف ومباغت من قبل عناصر قوات الأمن لفضاء الداخلية وملحقاتها ، حيث أشبعوا كل من أوقعه حظه العاثر في طريقهم، ضربا ورفسا وتكسيرا، قبل القيام بإجلاء جميع الطلبة الداخليين إلى المدن المنحدرين أو القادمين منها بالإقليم ، لتربط السلطات عودتهم المشروطة إلى الدراسة وإلى الداخلية، بالتزام مكتوب وموقع عليه من المعنيين بالأمر وأوليات أمورهم، بالكف عن الإضراب و”أحداث الشغب” ، التي كادت ، لطول مدتها، أن تهدد بسنة دراسية بيضاء ، وفي حالة العود يكون مصير الطالب الطرد .
أعود لكتاب “دموع الجمر” ، الذي يشد القارئ شدا لمتابعة تداعيات الأحداث والتطورات التي كان يعيشها ويتعايش معها الكاتب في مراحل مختلفة من شبابه ودراسته ، فأقول إن فصول الكتاب تتميز، فضلا عن سلاسة الأسلوب ورشاقته، بوصف شيق وجذاب للمراحل المتلاحقة التي مر منها رابح قاسم، بين وجدة ، حيث حصل على شهادة البكالوريا (1971) والرباط ليلتحق بالجامعة (كلية الآداب) ، قبل أن يتقرر توقيف الدراسة وإغلاق الكلية بسبب الإضراب الطلابي، فيضطر الطالب رابح إلى العودة جارا وراءه ذيول الخيبة والانكسار إلى قريته الجميلة (سيدي لحسن) القابعة على مرتفعات (أولاد اعمر) ، غير بعيد عن مدينة دبدو ( اقليم تاوريرت). عاد رابح من الرباط وقد هد الإحباط معنوياته وتسببت الظروف المعاكسة له في انهيار أحلامه. بعد أن مكث بالقرية شهورا ثقيلة كئيبة قضاها في “رعي البقر” كما قال ، ينبعث مجددا شعاع الأمل ، فيعود إلى العاصمة في محاولة لتدارك السنة الجامعية بعد أن تراجعت السلطات عن قرار الإغلاق . لكن، يومان قبل الدخول إلى الامتحانات، تأتيه مفاجأة كبرى ستغير مجرى حياته، كما كتب في هذا الجزء من مذكراته، وتعيد ترتيب حسابات هذا الطالب الطموح . المفاجأة السارة التي ستفتح له آفاقا جديدة ، تتمثل في قبول طلب كان قد أودعه شهورا من قبل لدى السفارة السوفيتية بالعاصمة قصد الحصول على منحة دراسة في موسكو . لكن كيف له الاستجابة لهذا العرض المغري والمفاجئ، وهو لا يملك حتى ثمن تذكرة الطائرة إلى العاصمة السوفييتية… ومع لك، فرابح قاسم ، “العبد الملحاح” وصاحب الإرادة القوية التي لا تلين، سينجح في إقناع السفارة السوفييتية بتحمل نفقات السفر ، بل أكثر من ذلك، سيحصل على وعد مؤكد بدراسة وقبول طلب حبيبته وخطيبته “ليلى”، للالتحاق به في موسكو لنفس الغرض ، من خلال حصولها هي الأخرى على منحة دراسية، وإن كان عليها الانتظار إلى السنة الموالية. “ليلى” مثلت بالنسبة له ، كما يبوح بذلك في أكثر من سياق ، سندا معنويا قويا كان يشد عضده كلما اشتدت الأعاصير، مثلما مثل حبهما المتبادل البلسم الذي كان يداوي كل الجراح التي كانت تسببها لرابح قساوة الظروف وصعوبة المنعرجات في مسيره.
بعد عودته إلى المغرب عين قاسم رابح بوزارة الخارجية سنة 1977، حيث كلف بعدة مهام ، قبل أن يعود إلى موسكو، لكن هذه المرة ليس كطالب ، بل كدبلوماسي يشتغل بسفارة المغرب بالعاصمة السوفييتية . كما شغل منصب قنصل عام للمملكة تباعا بكل من وهران (الجزائر) وفراكفورت (ألمانيا) ، قبل أن يحال على التقاعد ويتفرغ للكتابة .
شكرا لك صديقي رابح ، أحيي فيك جلدك وإصرارك على رفع التحدي ، وأتمنى لك مزيدا من العطاء الفكري، ونتطلع من خلال كتابك القادم إلى بوحك عن تجربتك وسنوات عملك في الحقل الدبلوماسي وكواليسه، أو بالأحرى ما هو مسموح ومفيد للبوح.
منقول محمد بوعصابة، فاعل جمعوي وكاتب ،الرباط

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock