أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

فلسطين ليست ظالمة والرياضة ليست ميدان المواجهة الرئيسي ايها المنافقون !!

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM
فلسطين ليست ظالمة والرياضة ليست ميدان المواجهة الرئيسي ايها المنافقون !!
بقلم .. عمر الطيبي 
استقبل الفتى زكريا شنوف مصارع الجيدو الجزائري، بسب رفضه منازلة مصارع إسرائيلي خلال دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2021، لدى عودته من الديار اليابانية الى بلاده استقبال الابطال الاستثنائيين، حتى انه اركب على صهوة جواد مطهم لكي يتمكن من التجوال بشوارع وهران ويبادل الناس التهاني والتبريكات بمناسبة هذا “النصر المؤزر” الذي حققه لفلسطين، وذلك تنفيذا لمقتضيات الشعار الديماغوجي الاجوف الذي رباه عليه نظام العسكر ” مع فلسطين ظالمة ومظلومة” !! .
بدوره احتفى اعلام الشعارات الشعبوية الفارغة والذباب الالكتروني الماجور، ايما احتفاء بالفتى العائد من طوكيو خاوي الوفاض، كما لو كان فدائيا رجع لتوه سالما بعد أن نفذ عملية بطولية في قلب احدى المستوطنات الصهيونية المزروعة في ارض فلسطين، بعدما قتل وجرح عددا كبيرا من الستوطنين !!
ولعل ما جعل اعلام العسكر وذبابه الالكتروني يضفى على حدث النصر المفتعل في طوكيو مسحة خاصة، هو انه لم يكن قد فرغ بعد من الضجيج والطنين الذي احدثه  في إطار احتفاله ب “موقعة ملعب الاتحاد ” التي قادها اللاعب رياض محرز، برفعه للعلم الفلسطيني في ملعب فريقه الانجليزي مانشستر سيتي، يوم كان الجيش الصهيوني يدك المباني ويقتل الفلسطينيين في قطاع غزة ويهتك حرمة القدس والمسجد الاقصى، علما بان جزائر العسكر لم تظهر ابان هذا العدوان ما يدل على انها معنية بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولو في حدود أضعف الإيمان، كالتبرع بالمواد الغذاءية والادوية وارسال بعثات المسعفين.
في كلتا الحالتين ولكي لا يفسد اعلام العسكر وذبابه الالكتروني “عرس بغل” الذي أقامه حول شناف ومحرز، فانه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى مواقف رياضيين غير جزائريين قاموا بردود افعال مماثلة، على غرار لاعب الجيدو السوداني محمد عبد الرسول الذي فضل بدوره الانسحاب من دورة طوكيو خاوي الوفاض على منازلة المصارع الصهيوني، ولاعب مانشستر الفرنسي من اصل غيني بول بوغبا، ولاعبي فريق اجاكس الهولندي المغربيان زهير مزراوي واسامة الإدريسي ومواطنهما لاعب فريق شبيلية الاسباني زكريا لبيض، ثم  لاعب انتير ميلان المغربي اشرف حكيمي وغيرهم .. الذين عبر كل منهم بطريقته الخاصة عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني بدون فخفخة ولا ادعاءات كاذبة.
وحتى اكون واضحا اقدر واتفهم موقف اللاعبين الجزائريين شنوف ومحرز  وتعبيرهما الرمزي عن تضامنهما مع الشعب الفلسطيني، بنفس درجة تقديري وتفهمي لمواقف زملائهم المغاربة وعموم الرياضيين العرب والأجانب الداعمة للحق الفلسطيني، شريطة اعتبار هذه المواقف انعكاسا لارادة انسانية حرة وليست موضع مزايدة واستغلال ايديولوجي من طرف الانظمة الفاسدة المهزومة ومنها نظام العسكر الجزائري، لانه لو تحملت هذه الانظمة مسؤولياتها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ودعم قضيته قولا وفعلا، لما اصبحت هناك حاجة لمغالطة الشعوب وايهام السذج بأن مجرد المواقف الرمزية البسيطة لمجموعة لاعبين من شأنها المساهمة في تحرير فلسطين!!
لا يتسع المجال هنا لذكر كل اللاعبين العرب، وهم بالمناسبة ينتمون لجميع الدول العربية تقريبا، ومعهم نجوم كرة القدم والرياضة العالميين الذين سبق لهم ان عبروا  عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، لكني اجد نفسي مضطرا للتذكير بمواقف بعض اللاعبين المغاربة، وذلك ليس تحيزا مني لمواقفهم، وإنما لان اعلام العسكر وذبابه الالكتروني يستعملون مواقف بعض اللاعبين الجزائريين الرمزية في المزايدة على مواقف المغرب والمغاربة من القضية الفلسطينية.
يتعلق الامر باللاعبين المغاربة الدوليين السابق ذكرهم، يضاف اليهم مروان الشماخ لاعب بوردو الفرنسي الذي رفض مشاركة فريقه اللعب ضد فريق موكابي الاسرائيلي سنة 2009، ويونس بلهندة لاعب دينامو كييف الروسي الذي رفض المشاركة في مقابلة لفريقه مع فريق صهيوني سنة 2015، ثم لاعبة الجيدو عزيزة شكير التي رفضت تحية منافستها الإسرائيلية أو الحديث معها خلال منافسات للجيدو احتضنتها الإمارات سنة 2017.
 هذه الروح الانسانية التي حذت وتحذو اللاعبين المغاربة للتعبير عن تضامنهم الرمزي مع القضية الفلسطينية كلما اتيحت لهم الفرصة، هي الروح نفسها التي حذت بالتراس الرجاء العالمي للتغني ب “الحبية يا فلسطين” و ” رجاوي فلسطيني” وارسالها اهازيج مدوية تردد صداها في جميع الملاعب العربية والدولية، كل ذلك والمغاربة لا يريدون من وراء فعلهم التضامني مع الحق الفلسطيني جزاء ولا شكورا، ولا هم وظفوا هذه المواقف بشكل انتهازي والادعاء بانهم وحدهم يتفردون من دون سائر  الامم والشعوب بالوقوف مع فلسطين ” ظالمة ومظلومة”.
على العكس من ذلك ترى نظام العسكر، يعمل جاهدا على ترسيخ صورته كصاحب مواقف متميزة واستثناءية من القضية الفلسطينية، بل كنظام حريص على دعمها بكل السبل والامكانيات، وذلك بتوظيف تصريحات ومواقف شهود زور  ينتمون لهذه الفئة من المرتزقة الفلسطينيين الذين ” أجروا قرانهم ليهود خيبر” (1) !!.
ويحرص نظام العسكر من جهة اخرى على ترسيخ الوهم لدى الرأي العام العربي وخاصة لدى الشعبين الجزائري والفلسطيني بتضامنه المطلق مع القضية الفلسطيني من خلال تجنيد الاعلام الماجور في الداخل والخارج، والتعويل في هذا الصدد وبصفة خاصة على مهرج وبوق جهاز (DRS)  في قناة الجزيرة القطرية حفيظ دراجي، من أجل الترويج لمقولة العسكر الكاذبة “مع فلسطين ظالمة ومظلومة” وبثها بين الناس أثناء اوقات دروة البث التلفزي اي خلال بث مقابلات كرة القدم العالمية.
الآن وقد انكشفت الحقائق على صراع مرير بين أجنحة الطغمة العسكرية الحاكمة، وتفاقمت مشاكل البلاد وازداد قمع وتجويع الشعب الجزائري، بصورة تدل على ان نظام العسكر قد استوفى عمره الافتراضي، وبات قاب قوس أو ادنى من الرحيل، فانه حان الوقت لان يدع هؤلاء المنافقون القضية الفلسطينية وشانها، وان يكفوا عن ترديد مقولتهم البليدة، ففلسطين تظل مظلومة ولايمكنها ان تكون ظالمة باي حال من الأحوال، وليتوقفوا عن تجيير بعض المواقف الرمزية ذات الطابع الفردي لصالح نظامهم، وليعلموا في الختام ان الرياضة ليست ميدان المعركة الرئيسي لاستعادة الحق الفلسطيني!!
الرباط 2021/08/05
   (1) من قصيدة لدرويش بتصرف
( الصورة..  تيفو ” حتى النصر” من إبداع انصار الرجاء البيضاوي للتضامن مع القضية الفلسطينية).
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock