أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

النزوح نحو سبتة المغربية وإشكالية القضية الفلسطينة..حكمة حضارة!

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

الأستاذ منير الحردول

لا احد له يمكن أن يزايد في القضيةالفلسطينية بالنضالات الموسمية والحماسة الزائدة عن الحد، والتي من مظاهرها تكثيف وتسلسل الندوات، واللعب على وتر العواطف والمعاناة!

فالشعب الفلسطيني العظيم، قاوم ويقاوم من كل الجبهات والاتجاهات منذ عقود، فصموده بإمكانياته القتالية المحدودة أمام أسلحة الدمار الصهيونية الغاصبة للحقوق المشروعة، لا يضاهيها أي فعل أو رد فعل! فالحق لن يضيع ما دام الدم يسفك في أرض هي أرضهم، فالعزة لهذا الشعب الذي تتقاذفه الأمواج من قبل بعض القوى الإقليمية والدولية!

فما يؤلمني هو سلوك بعض السياسيين والأحزاب السياسية التي لم تتحرك فيهم أنشودة خدمة الشعب، والتي يتغنون بها كلما اقتربت الانتخابات، وهم يرون كيف يسارع الأطفال الصغار واليافعين مع عائلاتهم، ولوحدهم لقطع أمواج البحر سباحة، وذلك في سبيل الوصول لبلاد ليست بلدهم رغم أن الأرض( سبتة ومليلية) أرض أجدادهم!

فلم يتم تجاهل هذه الفضيحة وهاته المعانات الجدرية والبنيوية، وكأنها غير موجودة!، في مقابل تهيج العواطف كلما وقع لإخواننا في فلسطين عارض ما، ويتوقف الجميع بعد انتهاء هذا العارض، وهكذا دواليك!

مؤسف أن تدعي الإيمان وترى اخوتك الصغار يسبحون في الليل للوصول إلى النهار! في المقابل تستمر الشعارات الجوفاء من قبيل، نحن في خدمة المواطنات والمواطنين، خدمة يزداد منسوبها كلما اقتربت الاستحقاقات الانتخابية!

فحلم الأطفال بالهجرة إلى اسبانيا عوض عيش الطفولة المفعمة باللعب والدراسة يسائل الكثير، بل يؤكد أن هناك خلل بنيوي في ثقافة ركزت على الأنانية والذاتية، ومعاكسة الرغبة الجماعية، والقائمة على المساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية. عوض كثرة الشعارات والبحث عن المناصب المريحة والثقيلة بالتعويضات! فالمدرسة العمومية المغربية مرة أخرى تعلن براءتها من انحراف القيم، القيم المرتبطة بحياة غابت فيها سياسة تعدد فرص الأمل!

هذا من جهة، ومن جانب آخر على الجارة اسبانيا أن تعلم أن معكستها المبطنة للوحدة الترابية المغربية، والرغبة في إطالة أمد النزاع للي دراع المغرب، وبغية تغاضيه عن سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، من الحيل التي يعلمها المغاربة جيد!

فالإنسانية وحقوق الإنسان التي تشكل جوهر العالم اللبيرالي البراق والمزيف في نفس الوقت، تقتضي إزالة الحواجز امام التحركات البشرية عبر الحدود الوهمية والوضعية التي وضعها البشر! فالمغرب ما فعل، إلا الصواب، فلا يمكن خرق حق التحول وحرية التنقل داخل ترابه التاريخي سبتة ومليلية!

فالبلاد لديها الكثير من الأوراق، وترفعها عن المعاملة بالمثل مع إسبانيا، خصوصا قضية إقليم الباسك وجبل طارق وغيرها، هو بمثابة دليل على أن الحضارة المغربية حضارة شامخة، حضارة لها من التاريخ ما لاينسى! لذلك فمدريد عليها أن تعي، وتعلم أن مغرب القرن 19 ميلادي ليس هو مغرب القرن 21ميلادي!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock