أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

لمن تشكو حيواناتنا المظلومة؟

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

أحمد الجبلي
في خبر نشره موقع “هيومن رايتس بروجكت” أن محكمة الاستئناف في نيويورك تلقت دعوى من أنثى فيل تشتكي حرمانها من أخذ رأيها في البقاء في حديقة حيوانات، فالفيلة “هابي” تم نقلها للولايات الأمريكية المتحدة سنة 1977، وعوض أن تنقل إلى محمية خاصة بأبناء جنسها لتمارس حريتها بالشكل الذي تريد تم أخذها عنوة لحديقة “برونكس” المحدودة المساحة والتي تحد من حركة الفيلة ولا تسمح لها بالتحرك على أوسع نطاق وممارسة حريتها الجسدية بطلاقة وحرية.
وأضاف الموقع أن هذه أول مرة يتقدم فيها مواطنون برفع دعوى قضائية نيابة عن حيوان.
هذا الخبر دفعني دفعا لاستدعاء ذاكرتي لأتذكر أسد غزة الذي فر من الطاحونة العسكرية الصهيونية سنة 2006 والذي لم يجد مكانا يختبئ فيه سوى مرحاضا اعتبره ملجأ يحميه من الأطنان من القنابل التي كانت تنزل على أرض غزة فدمرت وقتلت الإنسان والحيوان على السواء.
والسؤال البدهي الذي يتبادر إلى الذهن هو إذا كان الأسد الملك قد اختبأ في مرحاض خوفا من الفتك الصهيوني وعدوانه، فماذا يمكن أن نقول عن باقي الحيوانات؟ وأين يمكن أن تختبئ يا ترى؟
وفي سنة 1909 قام الرئيس الأمريكي روزفلت بجولة صيد في إفريقيا مع بعض رجال المال والأعمال وعشاق الصيد البري فقتلوا في تلك الرحلة الإفريقية أزيد من 11 ألف حيوان من أصغر الحيوانات إلى  أضخمها وهي الفيلة الإفريقية ووحيد القرن المعرض للانقراض. والغريب في الأمر أن السيد الرئيس ظل يتفاخر بفعلته الشنيعة هاته حيث التقط العديد من الصور التذكارية وسط هذه الحيوانات التي يجرم قانون بلاده قتلها والعبث بها، بل وقد يكلف لها محاميا خاصا ليدافع عنها في محاكم بلاده. ومن الغريب أن الآلاف من تلك الحيوانات ستشحن باسمه مباشرة من إفريقيا إلى المتحف الوطني الأمريكي ومتحف التاريخ الأمريكي حتى تحنط ويتمتع الإنسان الأمريكي بمشاهدته لحيوانات إفريقية محنطة قام بقنصها رئيسه المبجل.
فما هو الفرق بين الفيلة “هابي”:”سعيدة” والفيلة الإفريقية المغتالة والمقتولة غدرا في إطار من السادية والاستمتاع بالفتك؟
وما الفرق بين أسد غزة والكلب الأمريكي “كونان” الذي استقبله الرئيس ترامب في البيت الأبيض قصد تكريمه؟
يبدو أن عنصرية منظمة “هيومن رايتس” لم تكتف بالكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان أو الحيوان في دول العالم الثالث، وهي التي اعتبرت وجود المغرب في صحرائه احتلالا، كما اعتبرت أن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء لا يغير شيئا من الأوضاع في الإقليم. لذلك أصبحت تمارس عنصريتها حتى على الحيوانات، إذ تبارك حيوانا أمريكيا أو أوربيا وتغضب إذا انتهكت حرمته، وتستبشر خيرا إذا تمت المرافعات القانونية في المحاكم لجلب حقه في الحرية والكرامة، ولا تنبس ببنت شفة عندما تقتل حيوانات في دول إفريقية أو في بلاد المشرق العربي أو في غزة تحديدا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock