أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

تصعيد اعلام العسكر ضد المغرب .. التوقيت والدلالات !!

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

بقلم .. عمر الطيبي
لقد اصبح الامر بمثابة قاعدة منطقية مفادها انه “كلما اشتدت أزمات الجارة الشرقية وازدادت تفاقما، وسواء كبر شأنها الازمات أو صغر، إلا ويمم اعلام العسكر شطر المغرب، يدبج الاكاذيب والافتراءات، ويتطاول على الرموز والقامات، مع كل ما يناسب ذلك من تبخيس للأعمال واستصغار للإنجازات”… ولا عجب ؟!
“لا عجب” لأن انقلابيي “جماعة وجدة” اسسوا كل مشروعهم السياسي ودولتهم الفاشلة الفاشية ابتداء من سنة 1963 وحتى الان على مقولة كاذبة لاحمد بن بلة حينما أعلن ان .. ” المروك حكرونا”، ذلك أن هذه العبارة التي كان لها في حينها مفعول ” الطلسم” على مستوى الشعور الشوفيني للجزائريين الخارجين لتوهم من حرب ضد فرنسا، تم استعمالها إلى أقصى حد في تعبئة الشعب الجزائري حول مشروع شعبوي فاشل ما زال يجتر مراراته واخفقاته حتى اليوم.
هذه العبارة هي ايضا ما مكن بومدين وبوتفليقة وشركاهما من إفشال ثورة الشعب المستمرة حينئذ تحت امرة قادة الثورة التاريخيين من أمثال حسين ايت احمد ومحمد بوضياف وكريم بلقاسم .. وكذا من تصفية أغلب هؤلاء القادة ومطاردتهم والزج بهم في المعتقلات.. علما بانه لم يكن لهؤلاء ، للحقيقة التاريخية، من جريرة سوى انهم سعوا إلى استكمال تحرير بلادهم من هيمنة الاستعمار الجديد وإقامة دولة مدنية ديموقراطية مستقلة تكون في مستوى تطلعات الجزائريين وتضحياتهم.
أن تصعيد اعلام العسكر ضد المغرب ليس بالطارىء، ولا هو بالمستغرب .. وتذكروا فقط ايام تفاقم أزمة نظام العسكر واشتداد المرض على بوتفليقة وغيابه عن الساحة، وكيف حول كبار المسؤولين انذاك .. ومنهم اللصوص: أو يحيى، وسلال، ومساهل، وولد عباس وغيرهم .. الأزمة التي كان يتخبط فيها نظامهم، بفعل عجز الرئيس، إلى حملة إعلامية ضد المغرب.
لقد تركزت هذه الحملة بالخصوص على النجاحات التي حققها المغرب على مستوى تطوير علاقاته مع الدول الإفريقية على الأصعدة الاستثمارية والمالية البنكية وعلى مستوى الربط الجوي والطرقي مع هذه البلدان، وذلك من خلال ترويج اعلام العسكر للتهمة التي صنعها الجنرالات لهذه الغاية ومفادها أن كل تلك النجاحات لم تتحقق سوى بفعل تجارة المخدرات (كذا) !!
بطبيعة الحال لم يتوقف أو يحيى وسلال وولد عباس ومن على شاكلتهم عن التشنيع على المغرب مستعملين احط العبارات سقوطا واكثرها سوقية، غير مبالين لا باعتبارات اللياقة الديبلوماسية ولا بمقتضيات الأخلاق الانسانية النبيلة، إلى ان طوحت بهم صراعات الأجنحة والقى بهم سوء ما ارتكبت ايديهم من سرقة للمال العام وفساد شامل واتجار في المخدرات الصلبة، في غياهيب السجون، تاركين مهمة الاستمرار في ممارسة السقوط الأخلاقي في حق المغرب والمغاربة لمن خلفهم من العصابة الممسكة بهرم السلطة!!
و” لا عجب مرة أخرى ” فقد كان كبيرهم الذي علمهم السحر، اي هواري بومدين، يتحدث علانية عن الرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد دادة باحتقار واضح، كما لم يتردد في استعمال احط العبارات سوقية في حق العديد من القادة العرب بمن فيهم الملك الراحل الحسن الثاني.
أن التصعيد الذي مارسه الجنرالات، ومعهم الاعلام المأجور خلال الشهور الأخيرة تجاوز كل الحدود، وقد جاء هذا التصعيد كرد فعل على مسلسل الانتصارات التي حققها المغرب على مستوى قضيته الوطنية، بدء من افتتاح بلدان صديقة قنصليات لها في الأقاليم الجنوبية، مرورا بتحرير معبر الكركرات من قبضة البوليساريو، وانتهاء باعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء.
ان كل هذا غير مستغرب من دولة وظيفية صنعتها فرنسا واسلمت زمام قيادتها لصغار ضباط جيشها ذوي الأصول الجزائرية، وجعلتها بالتعريف نقيضا لدولة المغرب، وعائقا بنيويا في مواجهة مصالح الشعوب المغاربية كلها، بمن فيها الشعب الجزائري الشقيق، ثم جعلتها اولا واخيرا اداة للحيلولة دون ترجمة تطلع هذه الشعوب لبناء سرح مغاربي موحد.
أضافة إلى هذه النزعة العدوانية والسقوط الأخلاقي المتاصلة في طبيعة نظام الجنرالات ضد المغرب، فإن من المؤكد ان ما أملى على إعلام العسكر ، ومنه ” الشروق” سقوطه وانحطاطه المهني الأخير باقحام اسم ملك المغرب ضمن دائرة الإساءة والاستفزاز، هو انخراطه في تنفيذ مخططات الطغمة الحاكمة لمواجهة استحقاق 22 فبراير، تاريخ حلول الذكرى الأولى لانطلاق الحراك الشعبي، الذي يعد بالكثير في حقل النضال الوطني المدني الجزائري، وذلك على أمل استثارة رد فعل متشنج من المغرب يضفي بعض المصداقية على اتهام الجنرالات لنشطاء الحراك بخدمة أجندات اجنبية.
في هذا الصدد كتبت مجلة “الجيش” الجزائرية في افتتاحية عددها الأخير .. انه ” لم يعد خافيا على أحد أن بلادنا مستهدفة من قبل أطراف أجنبية حركت بيادقها في محاولة لدفع البلاد إلى الفوضى”، لكن هيهات ثم هيهات كل المؤشرات تدل على ان لعبة العسكر على راس السلطة تسير نحو نهايتها الحتمية، ولن يفيدها في شيء تحويل أنظار الشعب نحو “عدو خارجي” وهمي، كما ولن يوفر لها المغاربة اية فرصة لاستبلاد الجزائريين، من جديد، وترديد مقولتهم الكاذبة ” المروك حكرونا”.
ع.ط

: الغارديان” تصنف صورة الحراك الشعبي من بين افضل الصور هذا الاسبوع …

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock