أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

سلامٌ على كل مُبتَلىً مُعافىً.

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

كمال الدين رحموني

إلى من يشكو من ابتلاء ضعف الالتزام، وينظر إليه بأنه أفظع من ابتلاء”كورونا”.
تحية تختصر المقصود والمطلوب.
فأما المقصود، فلأن الابتلاء سنة الله في خلقه، وأنواعُه مختلفة باختلاف طبيعة البشر وقيمةِ الالتزام بأوامر الله، فمنه المؤلم الشديد، لكنّ طعمه لذيذ لدى من بلغَ اللبّ، فأنسته حلاوة الطعم قساوة الألم، وتلك درجة المُخلَصين من العباد، الذين يعلمون أن البلاء وإنْ حَلّ، فقد صاحبه العطاء وإن لم يلُحْ، وساعتها يُقابَلُ البلاءُ بالحمد على ما أنزل، والشكرِ على ما حصل. وقد يغدو البلاء هينا أو شديدا، لكنّ الخطر أن لا يدركَه العبد، ويحسبَه لَمَمًا مادام خرج عن الكبائر، أو لأنّ المُبتَلى به يحسبه في غفلة منه أمارة” اصطفاء” أو “تفضيل” أو عاجل بشرى، فيركن إلى هذا الهراء النفسي، وينساق متواريا خلفه، فيظن أن البلاء وإن هان أو اشتد، فلأنه “ضريبة” يؤديها العبد في رحلة الحياة، وبعدها تأتي المنن ما دام قد سبقتها “محن”، وكم نحن جميعا نتعاطى مع البلاء من هذه الزاوية، ولذلك تسيطر علينا الرتابة في العلاقات: مع الله أولا، ومع أخلّائنا ثانيا، ومع أسرنا ثالثا، ومع محيطنا العام رابعا، ودليل ذلك انفكاك العلاقة من ثمرات كانت في المتناوَل قبل سنين، لكنها جفت اليوم، رغم الكثرة فلا طعمَ ولا حلاوة، ومع وجود الشكل واللون، إلا أنها لاتُشبِع من جهة، ولاتُلِذّ، ولذلك شاءت قدرة الله أن تُختَبرَ حقيقةُ العبد المبتلى بقدَر الوباء: إمراضا وإماتة وشفاء، لعلنا ندركُ حقيقةَ البلاء ومُنزِلَه ومُقدّرَه والشافيَ منه، فنتلَمَّس حرارة العودة من جديد، ونصحح طريق الوصول قبل الرحيل. من هنا، لا يمكن مقارنة الإصابة بالوباء والمعاناة مع غيره من الابتلاءات المعنوية، ومنها غياب حرارة اللقاء ، وانعدام الخشوع في الصلاة، فيتصور العبد أن هذا أفظع من ذاك، وإنما تجربة الابتلاء بالوباء تجربة مريرة عسيرة،يُطلُّ من خلالها المبتلى على العالم الآخر وما بينهما إلا يسير، نعم ونحن الأصحاء كذلك، لكن ليس من رأى كم سمع، كما أنه ليس من عانى ظاهرا كم ذاق حقيقة.
وأما المطلوب،فالفرار إلى الله، والاعتراف بالتقصير، والمعاهدة بتغيير المسير، والتوسل بالدعاء إلى العلي القدير، فهو أعلم بحالنا وسوء فِعالنا، لكنه سبحانه يعلم صدقا واحدا فينا: حسن الرجاء،
“أن لا يقبضنا إليه إلا وهو راض عنا”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock