أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

الإحتفال بعيد المولد النبوي بين الأمس واليوم

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

بقلم : عبد الرحمان أمقران
إن الإحتفال بذكرى عيد المولد النبوي بتاوريرت ونواحيها
أيام. زمان كانت تمر في أجواء روحانية وتقاليد اجتماعية وحركة تجارية غير عادية حيث يقبل الناس على شراء مجموعة من الأشياء اعتبارا لكونها من لوازم الإحتفال…….
لذلك يصاحب كل هذا شراء الآباء والامهات هدايا لأبنائهم الصغار وبناتهن الصغيرات والتي غالبا ماتكون عبارة عن لعب
كالمزامير والمسدسات المائية والمفرقعات للذكور..والدفوف و:البنادر” و” التعارج ” و”الشنيشلات” والدمى للبنات…
ومن الطقوس الدينية التي كانت تظهر في ذكرى إحياء ليلة مولد النبوي الشريف بكل المساجد حيث تتلى آيات من الذكر
الحكيم ويتم ترديد أمداح نبوية شريفة تليق بمقام الإحتفال
الذي يستمر حتى وقت متأخر من الليل ويرافق ذلك تناول
كؤوس الشاي مرفوقة بالحلويات التي يوفرها محسنون تضامنا بينهم من أجل إحياء هذه الليلة المباركة……..أما على
المستوى الأسري فقد كانت بعض العائلات خصوصا النساء يجتمعن في منزل واحد من أجل إحياء الذكرى عن طريق أهازيج وأمداح نبوية .ومن العائلات من كن يستدعين ما كان
يسمى في تاوريرت بالمداحات او ” الفقيرات” بالنسبة للإناث
وفرقة المداحين او” الفقراء” والذين كانوا يعملون على إحياء
الذكرى عن طريق ترديد أمداح نبوية وتهاليل دينية فالرجال كانوا كماقلت يرددون بعض الأمداح على نحو:
صل ربنا وسلم على من هو رحمة وشفاء…
وعلى الأهل والصحابة جميعا…
بما تزينت به النجوم السماء….. إلخ
اما من بعض ما كان يردد النسوة:
أعيشة لاترقدي …
حل الباب وتصنتي…
الليلة يزيد سيد النبي….. إلخ
بل وكانوا يوفرون تضامنا بينهم و من طرف بعض المحسينين الأكل والشرب للحاضرين في هذه: الحضرة ” اي التجمع الديني حيث يستعملون “بنادر” في اوركسترا مرفوقة بأغاني على شكل موالات حيدوس …… وقد تراهن يعزفن بدون أستعمال ” بنادر” ولكن بواسطة كؤوس تقرع على الصواني قرعا رتيبا يتماشى لحنا وصوتا بتناسق تام
في حين كان أغلبية الناس يحضرون في وجبة الفطور
الصباحية اكلة شعبية معروفة في الجهة الشرقية عامة الا
وهي ” المردود” او حتى ” الكسكس” في وجبة الغذاء إضافة
إلى تحضير بعض انواع الفطائر كالمسمن وخرينكو وبعض
أنواع الحلويات مثل الكاطو و” تقنت” ………………كل حسب قدرته واستطاعته علما أن كان يسجل اختلاف كبير في درجة احتفال الأسر بهذه الذكرى العظيمة.أما الأطفال هم
الذين كانوا يستفيدون من حصة الأسد في الإحتفال بهذه… الذكرى العظيمة خصوصا البنات الصغيرات واللواتي كن يشكلن فرقة من الفتيات اليافعات وينقرن ” تعاريجهن” و” بناديرهن” ويرددن
بعض الأغاني مثل :
اسيد الميلود …
يا مكحلوا بعيونو…
فات منا يسارا… إلخ
اما الأطفال فكانو يستعملون بعض المفرقعات والشهب النارية
كنا نسميها ” الميش” والتي كنا نشعل فتيلتها بالوقيد”زلاميط” ولاتلبث أن تتفرقع وتحدث دويا يسترعي الأنظار ويزعج الآذان …….او استعمال ما كنا نسميه ب ” الحراقيات” التي كنا
نركبها في مسدس حديدي مخصص لهذه الغاية، وفي حالة عدم توفره كنا نفرقع ،حبات ” الحراقية” بالحجر……رغم ما كانت تشكله تلك المفرقعات من خطر علينا لا قدر الله.
بينما كنت تجد من الاطفال والبنات الصغيرات من يحملون
صواني تتضن بضع حلويات وقليل من الشموع وبعض
من البخور يجوبون الشوارع والازقة ويطلبون من المارة حق
حق سيدي الميلود أي بعضا من القطع النقدية……لكن اليوم فقدت هذه الإحتفالات كثيرا من بريقها ورمزيتها الدينية والروحية كما كانت من قبل وانحسرت جدا وفي بعض
العائلات فقط بينما اضحى الأطفال وهم يلعبون بآلاتهم
ولعبهم هم الذين يذكروننا بهذا الإحتفال بل حتى هؤلاء الأطفال هم بدورهم تقلص.. عدد المهتمين منهم بطقوس الإحتفاء بهذا العيد كما كان الامر قديما خصوصا في
الحضور الوازن لوسائل الأتصال المتطورة خاصة الهواتف النقالة…….

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock