أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

عندما لا يحسن مستشفى الفارابي بوجدة تدبير اختبارات كوفيد 19 …فاعلم ان المنظومة الصحية المغربية في خطر

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

ميديا كوم MCO.MA
شاءت الأقدار ان اجد نفسي في دوامة من الفوضى والسيبة بمستشفى الفارابي ، رفقة ابنتي التي كانت ستسافر الى فرنسا ، حيث طلبت منهم ارسالية ، انه يجب على كل مسافر الى فرنسا ( العمال المغاربة والطلبة ) اجراء اختبارات كوفيد 19 لمدة لا تتجاوز 72 ساعة ، ….اعتقدت ابنتي ان الأمر سيمر بسلاسة كما تم في فرنسا خلال رحلة القدوم الى الوطن ، حيث كانت الجهات الفرنسية هناك التي تجري اختبارت كوفيد 19 للمسافرين تقوم بها بنوع من السرعة ، والنظام ، والتدبير المحكم والدقيق ، طبعا بتوفير كل شروط الوقاية ، والاحتياط ، والتباعد
غير ان اجراء هذه الاختبارات لعمالنا وطلبتنا بالخارج تمت في مستشفى الفارابي بوجدة في ظروف اقل ما يقال عنها انها اتسمت بكل انواع الفوضى والسيبة ، ” وباك صاحبي ” ، فالمستشفى الذي يفترض فيه ان يوفر كل ظروف الوقاية والاحتراز من انتشار الوباء ، بما في ذلك التنظيم المحكم ، والتباعد ، عملت ادارة المستشفى خلال تنظيم هذه الاختبارات والتحليل المتعلقة بكوفيد 19 على خلق جو من التكدس ، والتدافع ، والفوضى ، وسوء التدبير ، والتسيير ، وغياب كل المسؤولين بمستشفى الفارابي ، على الأقل لمعاينة الفوضى التي حدثت يوم الاربعاء 19 غشت 2020 ، خلال اجراء الاختبارات والتي تمت في فضاء اقل ما يقال عنه انه اهانة لمغاربة المهجر ، لافتقاده لكل شروط الراحة ، حيث البقاء تحت الشمس الحارقة لعدة ساعات ، سيما ان من بين هؤلاء نساء ، وشيوخا ، وعائلات كانت مرفوقة بالأطفال الصغار ، خصوصا امام التدبير البطيء للطلبات والملفات بواسطة موظفتين وفي مكتب هو الآخر يفتقد الى كل شروط الوقاية امام حركة الفوضى التي عرفها ـ بين الداخل والخارج ـ من الذين كانوا يتدخلون للاسراع بتبير ملفات افراد عائلاتهم …
وكما العادة اختلط الحابل بالنابل ، وبدأت اصوات الاحتجاج تتعالى ، وعمت الفوضى ، امام اختفاء المسؤولين على مستشفى الفارابي ، والذين حاولنا الاتصال بهم قصد اخبارهم بالفوضى التي كانت تعم هذا الفضاء وغياب كل شروط الوقاية ، وظل هاتف المسؤول الأول بمستشفى الفارابي يرن بدون جواب ….لأدرك ان ازمة قطاع الصحة ببلدنا هي اولا وقبل كل شيء ازمة تسيير وتدبير اداري…ينهج فيها بعض المسؤولين سياسة النعامة ، حيث يقومون باخفاء رؤوسهم في الرمال حتى تمر العاصفة ، طبعا ان مرت بسلام ….
وبعد اجراء الاختبار في ظل جحيم اسمه مستشفى الفارابي حيث نتوفر على كل الصور لمنظر يعبر بالفعل عن التقزز ، ويشعرك بالاحباط ، خصوصا عندما تقارن بين الطريقة التي تم فيها اجراء الاختبارات لهؤلاء المغاربة بفرنسا والطريقة التي اجريت بها هذه الاختبارات بمستشفى الفارابي بوجدة حيث تدرك ان المسافة الفاصلة بيننا وبين اولئك هي مسافة تقدر بآلاف السنين الضوئية …
وكان على هؤلاء انتظار نتيجة الاختبارات ، وتسلم الشهادة المطلوبة خلال عملية السفر ، ولما كان موعد تسليم نتيجة الاختبارات لأكثر من 300 مسافر ، يوم الجمعة 21 غشت 2020 اختارت ادارة الفارابي تسليمها بمكتب بمدخل المستعجلات ـ وانتم تعرفون ما معنى مستعجلات الفارابي ـ حيث كان المنظر بالفعل يندى له الجبين ، انعدام كل شروك الوقاية ، والتباعد ، وغياب شروط الراحة من مؤسسة يفترض ان تكون هي اول من يسهر على هذه الشروط …لتحدث فوضى اخرى ، وترتفع اصوات الاحتجاجات والصراخ ، امام ، تدخلات ” باك صاحبي ” …الذين كانوا يدخلون الى المكتب المعلوم ليسحبوا شهادة نتائج الاختبارات لأفراد عائلاتهم ، في الوقت الذي ظل باقي المواطنين المهاجرين مغاربة المهجر ، متكدسين بممر حيث الكل يتصبب عرقا ، بممر يفتقر الى النظافة والوقاية ….ولتستمر عملية توزيع نتائج اختبارت كوفيد 19 للعمال المغاربة بالخارج من الساعة الثانية زوالا والى غاية السابعة مساء ……وعليكم ان تتصوروا المنظر
خلاصة القول …لم نكن ابدا نكتب عن مستشفى الفارابي ، ولا عما يعرفه من مشاكل ، وسوء تدبير ، وتسيير ، وحاولنا ان نساعد ادارة المستشفى على الأقل بالصمت ، والتنبيه الذكي ، الا ان السيل بلغ الزبى ….
خصوصا امام النداءات المتكررة لصاحب الجلالة ، واهتمامه الكبير بمحاربة هذه الجائحة ، والتي افرد لها جلالته خطابا ساميا خاصا بها بمناسبة ذكرى 20 غشت الأخيرة ، حيث ركز جلالته على اتخاذ كل شروط الوقاية والحيطة والحذر والتباعد ، لمواجهة الجائحة …
عود على بدء :
اذا كانت المنظومة الصحية بالمغرب تعرف في بعض المدن افلاسا ، فان السبب الأساسي في ذلك يرجع الى سوء التدبير والتسيير ، وهروب واختفاء المسؤولين كليا عندما ينفجر مشكل من المشاكل كما حدث يومي الأربعاء المنصرم ، ويوم الجمعة … لندق ناقوس الخطر ، ونتوجه الى المسؤولين المركزيين الى انقاذ مستشفى الفارابي قبل فوات الأوان …وكم نتمنى ان يقوم السيد وزير الصحة بزيارة مفاجئة الى هذا المستشفى وحتما سيكتشف العجب العجاب …

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock