أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

خطاب من: أمير الحرب البيضاء

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

رمضان مصباح الإدريسي

الخونة الجدد:
“كورونا” استعمار وبائي،وضحاياه من الأطباء والممرضين شهداء التحرير؛ومن المرضى ضحايا جائحة؛أما المتعاونون مع هذا الاستعمار ، من المكذبين وغير المكممين، فهم خونة جدد.
إنهم خونة للوطن الأبيض ،هذا الذي تشكل سريعا من الأطقم الطبية والتمريضية المعاقة، أصلا، بلوجستيك صحي متهالك ؛جراء ضعف الاستثمار في سلامة الأبدان ،منذ زمن ؛رغم كل المطالب والاحتجاجات المهنية والمواطنية؛وأقواها احتجاجات الحسيمة ،في جانبها الصحي؛ ونضال الاستقالات الذي خاضه عدد كبير من أطباء القطاع العام.
وهو الذي تشكل من استنهاض ملكي للهمم ،وإحداث صندوق مالي خاص للمواجهة؛خارج المؤسسات ،مما يؤكد ضعف الاستثمار المذكور.
ثم التحقت بهذا الوطن الأبيض قواتنا المسلحة الملكية،بإحداث مستشفيات الطوارئ،لدعم قطاع الصحة ؛مما أكد اندلاع حرب حقيقية ضد الوباء.
توفرت إذن كل الشروط ليخوض الوطن الأبيض ،تحت القيادة السامية لأمير الحرب البيضاء ،جلالة الملك محمد السادس ،قتالا ضاريا ضد “كوفيد19” ،على مستويات عدة:طبية مباشرة،اقتصادية،نفسية واجتماعية.
وكانت لهذا الوطن ،الشاكي الهمة،الغلبة في الصدامات الأولى ؛بشهادة الأرقام قبل الأقلام الداخلية والخارجية.
بل سارعت الدولة ،بعد كسب المعارك الأولى،إلى مساعدة بعض الدول الإفريقية ،في خوضها لنفس الحرب.
كنا قاب قوسين من تسطيح مبيان الإصابات ؛وهذا ما رفع عقيرة صافرات الحرية،ليخرج الناس من مساكنهم إلى الفضاءات العامة لمعانقة الدفء الاجتماعي من جديد ،ومعاودة بهجة الانتشار الحر ،والشمس والبحر.
كمامات على العيون والآذان:
بدا لعامة الناس ،من جزر الأمية التي نعرف،أن “كورونا” انتهت ،كما بدأت ،مخزنية ؛يدبر أمرها ،رغم كونها تقع في الشق الأبيض من الوطن ، القائدات والقياد ،و الشيوخ والمقدمين.
أما المساعدات النقدية التي صرفها صندوق كورونا ،على مدى ثلاثة أشهر،فقد تعامل معها المواطنون ،المعطلون و”الرميديون “،و باقي الفقراء،وكأنها غنيمة حرب ؛شغلهم التهافت عليها ،قبضا واحتجاجا، عن استيعاب أسباب النزول؛المتمثلة في الحرب الأصلية ،وهي ضد الوباء وليس الفقر.
أدى هذا إلى فشو التراخي ،وهيمنة الحاجة المادية التي ضخمها الحجر، على الضرورة الصحية؛خصوصا وبؤر القصف لا تزال ملتهبة.
بل وسمعت ،في إحدى البوادي ،من اعتبر كورونا فاتحة خير على الساكنة ؛وقد حدد لي أحدهم تقديرا ماليا ناهز الثلاثمائة مليون س ؛حازها القرويون من الدولة ،لأول مرة منذ الاستقلال.
ومما رسخ مخزنية كورونا هذه ما أنفضح من بؤر مهنية – سبق أن اعتبرتُها بؤرا حكومية تدبيرية سوداء – كشفت عن تناقض الحكومة في التعامل مع الحجر الاقتصادي .
ثم “بعبع” عيد الأضحى ،وانطلقت الأكباش ،وهرول الناس نافرين النفرة المشهودة.
إنها مخزنية ولو “بعبعت” ،لأن أغلب المطالب كانت تصب في اتجاه تعطيل سنة الذبح ،وقد عطلت قبله الصلاة في المساجد والحج.

ماذا بقي بيد المواطن ليعاقب به حكومة ،لم تلتزم بالتوجيه الملكي ،الذي أعطى الأولوية للصحة البدنية على الاقتصاد،غير الاستهتار بكل توجيهاتها الصحية ؛حد اعتبار كورونا رعدا كاذبا في جهة و مزنا مغيثا في جهات أخرى؟
هكذا ارتدى الناس ،عن إصرار ،وعن جهل ، كمامات على أعينهم وآذانهم ؛فلم يعودوا يرون شيئا أو يسمعونه.
أخيرا لم أتمالك نفسي ،بمرفق عمومي بوجدة، فصحت في المرتفقين المتزاحمين: باعدوا وكمموا “النار كْلاتنا أعبادْ الله”..
رغم بعض الأصوات المؤكدة (واااااه) تجدد الزحام .
الخطاب الملكي الأول ،بعد الهزيمة:
لفت انتباهي كونه – ويا للمفارقة– اضطر للتأكيد على أن كورونا حقيقة وليست كذبا. هذا في الوقت الذي وصلت فيه دول إلى إنتاج اللقاح.أي مواطنين هؤلاء الذين يضطرون ملك البلاد الى هذا التأكيد؟
وكونه أرجع نكستنا في الحرب إلى أسباب لم يفصلها ؛وهذا ،من ملك البلاد،ليس كلاما فقط بدون تحميل المسؤوليات مستقبلا.
وأكد جلالته أن الحسم في النهاية ،بالنسبة للعودة إلى الحجر الشامل،يعود للجنة العلمية.
هذا التصريح ينزع عن كورونا مخزنيتها، التي أعدها سببا لردود الأفعال المواطنية المتهورة، ينزع عنها كسوتها “الكاكي”،وأحذيتها الثقيلة، ويلبسها بياض الوطن الأبيض: وطن العلماء والأطباء.
أعتقد أن إحلال اللجنة العلمية ،اعلاميا،مكان الصدارة ضرورة حيوية ،في تجدد قتالنا ضد الوباء في المر احل المقبلة.
وحبذا لو تترأس هذه اللجنة شخصية أميرية ،توجه أعمالها وتضمن لها الكاريزمية المطلوبة .
طبعا لا أحد بوسعه أن ينكر أداء رجال السلطة والقوات العمومية ،في هذه الحرب ؛حد هجر الأسر ،و التعرض للإصابة ؛لكنه أداء قانوني ردعي ،أكثر منه تواصلي إقناعي.
لقد دعا جلالة الملك إلى نوع من الأداء الوطني ألتشاركي ؛وهذا يستدعي هَبةَ جميع الفعاليات المدنية ،والحزبية .
وأمضي بعيدا حد المطالبة بحركة وطنية تحريرية ثانية،تتصدى للوباء بجميع الوسائل الممكنة،الطبية والتوعوية.
حركة وطنية ثانية تتصدى ،كسابقتها، حتى للخونة الجدد؛قصدا أو جهلا.
====
رمضان مصباح الادريسي
كاتب من المغرب
MESBAH RAMDANE
écrivain
MAROC

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock