أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

نسور السماء ودِببة الأرض

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

رمضان مصباح الإدريسي

“مغالة” الرابعة:
امتشق الجنرال ماجور شنقريحة،قائد الأركان بالنيابة،يوم 5ماي2020، كامل فروسيته “الدونكيشوتية” ؛وأغار من ضواحي تندوف ،المغربية تاريخيا و شعبيا،على تخوم الجدار المغربي العازل.
بدا الجنرال الذي رسَّم ،منذ زمن،المغرب عدوا، في كامل فورته “الأدرينالينية” ،وهو يتتبع بالمنظار أرتال الدبابات المغيرة ،مخفورة بالطائرات العمودية المهاجمة ؛المسنودة أرضا براجمات الصواريخ ،وقد صبت جام نيرانها على” دباباتانا” الرملية الوهمية .
هي دباباتنا بكل تأكيد ،لأن ركح المناورات الصحراوي أبعد ما يكون عن الحدود الليبية والمالية،المعتبرة ،منذ زمن،سائلة من كثرة الاختراقات اليومية ،برا وجوا؛ والمعتبرة مستقبلا ،عسكريا واقتصاديا ،في منتهى الخطورة ؛لقربها من شرايين الغاز والبترول التي لا ينبض قلب الاقتصاد الجزائري إلا بهما.
لعل للذخيرة الحية،ورائحة البارود، وقعا على جنرالات القيادة المحيطين برئيسهم ؛فرغم الشيخوخة المتقدمة والمطبقة؛حيث لا فواصل شابة بينهم،بدت حركاتهم في أتم التوثب القتالي ،وكأنها “مغالة رابعة” ،يثأرون فيها من الثلاث اللواتي أحرقن اللحم والعظم .
لكم أن تتصوروها كما تشاؤون ،ما دامت الدبابات في عمق المشهد القتالي مجرد دُمى صنعتموها ،ومادام الذين خلف الجدار ،وداخل شرعيتهم الوطنية والدولية،يعرفون ما بين الجد والهزل من ألوان.
طبعا جغرافية المناورات مسألة سيادية ؛لكنها بمحاذاة الحدود تتضمن قذائف مكتوبا عليها : إياك أعني يا جارة.
العهد الجديد،دولتي أم بنكي؟
أما تاريخ المناورات فمسألة أخرى ؛خصوصا والجزائر لم تنته بعد من تنصيب عهدها الجديد ،الممزوج بتوابل حراك شعبي مصمم على الإطاحة بدولة العسكر ،وإنهاء أزمنة الاحتلال الجزائري الجزائري.
عهد جديد خِلته – شخصيا – سيكون بقاموس جديد،صادق أم كاذب؛يتأبطه الرئيس الجديد ،تحت لسانه ،مغاربيا ودوليا ؛ خصوصا وقد أقر مسلسل المحاكمات لدهاقنة العهد البائد ،ووزع عشرات السنين من السجن على “العصابة”.
أكيد أن المملكة المغربية – إضافة إلى كل الشعوب المغاربية – تضررت كثيرا من هذه العصابة ؛فمن يجبر الضرر إذا لم يكن رجال العهد الجديد؟
سكت القضاء الجزائري”الانقلابي” على هذا الأمر الحيوي الاستراتيجي كلية ؛فلم يهتم إلا بالجرائم المالية لبعض وزرائه السابقين ورجال أعماله المسجونين.
بهذا تختزل القيادة العسكرية دولة الجزائر في مجرد بنك ،تتعاوره السرقات الضخمة جيلا بعد جيل.
أما الشرعية التاريخية ،وإرساء الحكم الديمقراطي،و متطلبات المجتمع المدني التنموية ،فأمور متروكة لدولة الحراك المتدفقة عبر شوارع المدن منذ أزيد من سنة .
ويبقى البعد المغاربي غير حاضر لا في الدولة البنك ولا في دولة الحراك.
غابة بنعلي أم سهب أحمد؟
تفصلني عن غابة بنعلي بجماعة لعوينات التابعة لمدينة جرادة حوالي عشرين كلم لا غير.
ستحتضن هذه الغابة ،الواقعة في السافلة الجنوبية الضيقة لجبل “بويعلى”،حسب المرسوم رقم 2.20.337 الصادر في العدد 6884 من الجريدة الرسمية؛ورش إنشاء ثكنة عسكرية ؛وقد تم التأكيد رسميا ،ومرارا، على صفتها هذه.
ويعرف كل سكان “لمحلة” بوجدة ،ومنذ سنين ،أن الثكنات العسكرية بهذا الحي أصبحت ،عمرانيا،عبارة عن نشاز وسط الامتدادات والأحياء السكنية الجديدة المحيطة بها. وهي تحتل وعاء عقاريا شاسعا ،سيساهم لا محالة في تجويد هيكلة جديدة للمنطقة ككل؛خصوصا إذا استغل في إحداث منطقة خضراء .
الكل مقتنع بهذا منذ الزمن ،وجرى التصريح به مرارا .
ويندرج المشروع ضمن خطة وطنية شاملة تعيد توزيع الثكنات ،لإخلاء أوعيتها العقارية ؛ويحضرني مثال القنيطرة وغيرها.
كل هذا لم يقنع جنرالات الجزائر النافذين ،جنرالات الدولة البنك؛وأصروا على أن الأمر يتعلق بعدوان عسكري على الجزائر،يتخذ شكل قاعدة عسكرية على الحدود الغربية ؛ويضيفون من أوهامهم أن إسرائيل ،بكل خبرتها التجسسية، طرف في هذا العدوان.
أي أن إسرائيل بقضها وقضيضها في مجال العدوان والتجسس الفضائي ،مسنودة بأحدث الخبرات الأمريكية في المجال ،بحاجة إلى
موقع بغابة بنعلي المغربية الجرادية لتتجسس على جزائر “الصمود والتصدي”؛حتى تأمن على حدودها ..
إن العابر من موقعي هذا –مستفركي- الى غابة لعوينات يمر عبر منبسط سهلي شاسع هو سهب أحمد ؛وهو منبسط مؤهل طوبوغرافيا لاحتضان مدينة كاملة ،وليس مجرد ثكنة عسكرية. منبسط بعرض حوالي عشرة كلم، تحيط به الجبال من ثلاث جهات ،إضافة إلى غناه بالمياه الجوفية.
دون خبرة في مجال الهندسة العسكرية أقول إن من يفكر في إنشاء قاعدة عسكرية إستراتيجية –كما يزعم الجنرالات المرعوبون- لا يمكنه أن يخطئ هذا السهب الشاسع والآمن ،ويستبدله بشريط غابوي ضيق في سافلة جبل .
أقول هذا وأنا أعي أن المغرب في كامل خرائطة وسيادته ،وله مطلق الخيار في إقامة قاعدة أو ثكنة حيث يشاء.
وحينما تواجه الجزائر وهمها بإقامة قاعدة عسكرية مقابلة ،فهي تصدر عن تشنج صبياني أبعد ما يكون عن الحكمة الدولتية.
هذا السلوك ينضاف إلى “مغالة الرابعة” حيث الانتصار على دبابات رملية ،قرب الجيش المغربي.
عيون في السماء:
وهل القمران محمد السادس أ وب،بحاجة إلى عيون أرضية بغابة بنعلي ،لمعرفة ما يحاك قرب حدوده من تدابير عدوانية؟
لقد وقف العالم كله على حقيقة من يتربص بثكناته على الحدود؛لقد أحصيت كلها وصورت من أعالي لا تبلغها دببة الأرض ،االتي لا تزال متشبثة بالحروب التقليدية ؛تغير بدبابات وراجمات منتهية الصلاحية على أكوام الرمال؛وتصرخ:لقد تم تدمير العدو.
ويعرف كل العابرين إلى شاطئ السعيدية ما يوجد من ثكنات جزائرية في الضفة الشرقية لواد “كيس” ،وصولا إلى “مرسى بلمهيدي” ؛”بورساي سابقا. البعد عن التراب المغربي ،هنا، يقاس بالأمتار.
لن تعبر إلى مياه الجوهرة الزرقاء دون التملي في الراية الخضراء ترفرف على ثكنات عسكرية دائمة التحرش بسهل “اتريفة” الوارف البرتقال.
عيون في السماء ترصد كل المكاره الإرهابية المتحركة على الأرض ؛تحقيقا لأمن الشعوب المغاربية كلها ؛ولو كره الجنرالات.
حبذا اليوم لو استبدلنا كل الثكنات بمختبرات ومستشفيات لجيوش مغاربية بيضاء ؛تنهض لهذا الوباء الذي يتهدد الجميع.
حبذا لو صرفنا أنظار الشعوب عن العداء إلى الايخاء و النماء..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock