أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: عبد الله بنسعيد السلاوي (1865-1923) – الحلقة 50

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

بدر المقري
رفعا للالتباس فإن الأمر لا يتعلق بالفقيه سيدي بنسعيد بن عبد الرحمن مهداوي الخالدي الوشاني (1895-1986)، بل بأحد رواد المغرب الحديث في الربع الأول من القرن 20، سيدي عبد الله بنسعيد الذي ولد بمدينة سلا سنة 1865، وبها توفي سنة 1923.
وسأوفي العناية في هذه الحلقة من سلسلة ذاكرة وجدة المعرفية ببيان معطيات خاصة بإقامة سيدي عبد الله بنسعيد بمدينة وجدة، سنوات 1921 و1922 و1923.
فقد قررت الإدارة الاستعمارية نفيه إلى مدينة وجدة، بعد أن حملته مسؤولية الحركة الاحتجاجية بمدينة سلا. ولما وصل وجدة استقبله باشا المدينة، أحمد بن كروم الجبوري المكناسي، الذي توفي بتازة حوالي 1929. وقد استضاف الباشا أحمد بن كروم، سيدي عبد الله بنسعيد ستة شهور في داره، ريثما يجد منزلا مواتيا لمجالسه العلمية.
وهكذا تكونت في دار سيدي عبد الله بنسعيد بوجدة حلقة علمية قوامها بعض علماء المدينة، من أمثال: الحاج العربي وشقيقه الحاج أحمد سيناصر، وسيدي محمد المازوني، وسيدي بنسعيد مهداوي، وسيدي محمد بن الطيب بن الحسين، وسيدي محمد بن محمد بن المختار بن المهدي، وغيرهم.
ومما بقي راسخا في أذهان الناس، الاحتفال الكبير الذي حرص سيدي عبد الله بنسعيد على تنظيمه في داره بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، يوم السبت 12 نونبر 1921. وقد حرص في كلمة ألقاها بين أيدي الحاضرين في الحفل، على التذكير بدور العلم والعلماء في بناء المجتمع، واعتبر موت العلماء شرخا في الدين، واستشهد بقول الشاعر:
ولا ملك يموت ولا وزير [] لعمرك ما الرزية فقد مال
يموت بموته خلق كثير []ولكن الرزية فقد حر
ومما كان دأب سيدي عبد الله بنسعيد في مدينة وجدة، إعانة فقراء المسلمين ومساكينهم عن طريق قباضة المالية بوجدة، كما تدل على ذلك وثيقة مؤرخة يوم الإثنين 18 يوليوز 1921.
ولم تأذن الإدارة الاستعمارية لسيدي عبد الله بنسعيد بالعودة إلى مدينة سلا إلا أياما معدودات قبل وفاته، يوم السبت 6 أكتوبر 1923.
ومن القضايا التي لا تزال تشغل بالي منذ سنة 1994: هل حمل سيدي عبد الله بنسعيد معه إلى مدينة وجدة، نسخة من مذكرة الإصلاح السياسي التي رفعها سنة 1901، إلى السلطان عبد العزيز العلوي ؟
فقد لا يكون أولوية في مقامنا هذا، تفصيل الحديث في فصول مذكرة سيدي عبد الله بنسعيد الدستورية وهي 19، ولكن الضروري هو التنبيه على أنه كان سياسيا في صف المعارضة، التي كان يمثلها سيدي محمد بن عبد الكبير الكتاني (1873-1909).

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock