أخبار محليةأخبار وطنية - دولية

متى تلتفت الدولة إلى قريتي الودودة؟ بني بوحمدون

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

يحي طربي

في إطار النموذج التنموي الجديد الذي أمر به الملك، و شكل لصياغته لجنة خاصة، برآسة شكيب بنموسى، و في إطار تنمية العالم القروي الذي تصرف عليه الدولة سنويا ميزانيات ضخمة لتأهيله و النهوض بساكنته، الحكومة مطالبة، أكثر من أي وقت مضى، بإدراج قرى و دواوير بني بوحمدون التابعة لجماعة رأس عصفور ضمن أولوياتها، خاصة و أن الجماعة تعاني الهشاشة و التهميش، بانتمائها للجهة الشرقية التي تعاني بدورها أزمة اقتصادية خانقة، بسبب غياب فرص الشغل و انعدام المشاريع المدرة للدخل و غلق الحدود البرية بين المغرب و الجزائر و معبري مليلية و سبتة، و غياب الاستثمارات المحلية و الأجنبية و الجفاف و تداعيات وباء كورونا كوفيد-19؛ ما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة و الفقر … في حين أن منطقة جماعة رأس عصفور تتوفر على مؤهلات طبيعية و مناظر خلابة، يضاهي جمالها جمال طبيعة سويسرا و إيطاليا، خاصة في فصلي الشتاء و الربيع. فجبالها و هضابها و فجاجها و ضفاف أنهارها و وديانها و شعابها، التي تغطيها غابات و أشجار العرعار و البلوط و الجبوج أو الزيتون البري و شجيرات الأزير أو إكليل الجبل و أنواع أخرى من الأشجار و النباتات، توفر للمنطقة كل الإمكانيات الطبيعية كي تصبح:
أولا متنزها طبيعيا مهما و متنفسا لساكنة مدينة جرادة و العيون و وجدة و تويسيت و سيدى بوبكر… و كذا ساكنة بعض مدن الغرب الجزائري، القريبة من الشريط الحدودي كتلمسان و مغنية و بني بوسعيد و سيدي بلعباس…
ثانيا مخيما صيفيا للأطفال، على غرار المخيمات الصيفية المتواجدة بمدن السعيدية و إفران و إيموزار مثلا؛ لاستقبال الأطفال من مختلف جهات المغرب و الجزائر و أبناء الجالية المغربية و المغاربية بإسبانيا و فرنسا …، خلال العطل المدرسية و الصيفية، لزيارة و استكتشاف و دراسة هذه المنطقة التي لا يعرفون عنها الكثير.
و في إطار تشجيع السياحة التضامنية او سياحة التضامن، كما هو الشان في أقاليم الراشيدية و زاكورة و تارودانت، يجب الإشارة إلى أن فن الطبخ بالمنطقة يتميز بتنوع الأطباق و الوجبات ذات القيمة الغذائية و الصحية العالية، إذ يعتبر طبق الكسكس المصنوع محليا و الذي يتم تهيئته و طهيه بطريقة تقليدية، موروثة أما عن جدة، يعتبر أحسن و ألذ من الكسكس الصناعي الذي تروج له القنوات التلفزية و مهرجانات الطبخ. و قد أثبتت التاجرب و خبراء التغذية بأن ” الصيكوك ” و ” المغذور ” المكوننان من اللبن و دشيشة الشعير و ” المرمز ” ، و كذا طبق البلبولة برأس الجدي و أرجل الماعز و الأعشاب، وأكلة ” الزميطة ” بزيت الزيتون مع ” براد أتاي مغلي “، علاج طبيعي فعال ضد الاكتئاب و أمراض الجهاز الهضمي، وكل هذا متوفر بالمنطقة. ناهيك عن أكلة ” الرفيسة ” و ” البكبوكة “. كما تعتبر ألبان و زبدة و عسل بني بوحمدون و كذا لحوم أغنامها و ماعزها أحسن وألذ من أجبان و لحوم فرنسا، خاصة اللحم المشوي على طريقة ” لمصور “، المنسم بنبتة الشيح و الازير. أما النعناع و اللفت و الفول و البطاطس التي تنتجها المنطقة، باستعمال الأسمدة العضوية الطبيعية، فيكفي أن يعرف المستهلكون أو المتسوقون أنها من ” جهة ” بني بوحمدون حتى يتهافتون على شرائها بأكملها. من جهة أخرى تزخر المنطقة بمياه عين ” طايرت ” الطبيعية 100%، إذ يساعد شربها على علاج بعض الأمراض التي تصيب الرئة، حسب طبيب فرنسي كان يفكر في إنشاء مصحة خاصة، في بداية الستينات من القرن الماضي، على سفح جبل عصفور، بالقرب من منبع العين، لعلاج الأمراض التنفسية.
فلهذا، المطلوب من الدولة و الجهات المسؤولة تأهيل المنطقة و إنجاح مشروعها السياحي التضامني، و ذلك بالعمل على:
– فك العزلة عن المنطقة و ربطها بالمدن المجاورة، في انتظار ربطها بالطريق السيار و القطار السريع، اللذان سيربطانها بفكيك عبر بوعرفة، مرورا بجرادة و تندرارة، عام 2500 أو 3000.
– خلق ممرات و قناطر و تعبيد المسالك المؤدية إلى وسط الغابة.
– تهيء فضاءات للعب الكرة الحديدية و ممارسة رياضة الجري و الدراجة الهوائية من نوع VTT و الرماية و ركوب الخيل.
– تهيء و تجهيز فضاء لألعاب الأطفال، مع الأخذ بعين الاعتبار كل شروط السلامة و الأمان.
– بناء مسبح و مرافق صحية.
– تهيء و تجهيز فضاء خاص ب Les Camping-cars لجلب السياح الاوروبيين، خاصة المتقاعدين الباحثين عن الشمس و المناخ المعتدل.
– غرس أنواع أخرى جديدة من الأشجار مع استقدام بعض الحيوانات البرية كالضبي و الغزالة و الضأن البربري أو كبش الجبال … لحماية النظام الإيكولوجي و الحفاظ على توازنه؛ و لما لا، التفكير بجدية في إنشاء حديقة جهوية للحيوانات.
هكذا تنهض الدولة بالمنطقة، و تضمن لها التنمية المستدامة و تحمي غاباتها من الانقراض، بعد أن قل حجلها و انقرضت أرانبها و رحل عنها ” أسودها ” و لم يبقى فيها سوى الثعالب و الذئاب و الخنازير و الجرابيع، و خاصة إبن آوى، يعيثون فيها فسادا بتواطؤ مع ابن آدم.
تبقى هذه مجرد اقتراحات متواضعة. و لوزيرة السياحة و وزير الفلاحة و المياه و الغابات و وزير التجهيز واسع النظر.
كما نتمنى أن يقوم وزير الداخلية بزيارة للمنطقة قصد الوقوف على أسباب تعطل التنمية بها. و السلام.

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock