أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

اي سيناريو لنهاية البوليساريو

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

رابح قاسم
لا شك أن أغلب الصحراويين المغاربة لم يكن ليخطر على بالهم هذا المسار الطويل المليىء بكثير من الألم والمحن قبل أن تسيل الدماء على جوانب هذا المسار وتزهق الأرواح ..ويركب الصحراويون مطية المغامرة التي طال رحيلها وامتدت على مدى اكثرمن اربعة عقود..صادفت في طريقها منعرجات كثيرة أقل ما يقال عنها أنها كانت خطيرة للغاية…
أقصد بالدرجة الأولى الصحراويين الذين كنا نراهم ونلتقي بهم في الحي الجامعي في بداية السبعينيات من القرن الماضي…والذين لم تكن تدر بخلدهم فكرة الانفصال.. ولا حمل السلاح ضد دولتهم وذويهم..إلا ان الظروف الدولية الصعبة ..وتطور الاحداث المتسارعة في ظل الحرب الباردة ..حول رقعة شطرنج الصحراء..التى تمكن من التسلل اليها بعض اللاعبين كليبيا والجزائر ومن خلفهما انهار تجري بالبتردولار..جعلت النزاع الصحراوي ،يحتل صدارة الأحداث الدولية. .وقد وقف أغلب الصحراويين مندهشين من التطورات التي عرفتها قضيتهم..بدون أن تكون لهم يد تذكر فيما يجري…لان بعض الزعماء سبقوا الأحداث و”باعوا الماتش”..وفعل البتردولار فعلته السحرية..ورحل الصحراويون من أراضيهم قسرا تحت فعل التهديد و الإغراء، ليدفنوا أحياء في مقبرة كبيرة ليس الداخل اليها كالخارج منها..تدعى مخيمات لحمادة بتندوف…
وإذا كان العدد الأكبر للصحراويين قد لزموا أماكنهم في الأقاليم الجنوبية أو نزحوا الى مدن أخرى من بلدهم المغرب فإن عددا آخر لا بأس به من الصحراويين الذين غرربهم قد تمكنوا من تخطي جراحهم واستطاعت عباءتهم الواسعة من احتواء التناقضات، وعادوا الى أرض الوطن..وقد ساعدتهم في ذلك حكمة الملك الراحل الحسن الثاني و التي مفادها أن الوطن غفور رحيم..وأن عددا آخر قد غادر الى اوروبا..وتأقلم مع ظروف الغربة و لا يزال يعيش في الظل …وهذا بطبيعة الحال بعد ان سجل المغاربة أروع ملحمة شهدها تاريخ التحربر..ألا وهي المسيرة الخضراء..التى لم تدع أي مجال للشك بأن الأمر قد حسم وانتهى بالنسبة للمغرب. …الذي لعب هو الآخر لعبته بكل سرعة ودقة وحنكةوأن هناك اجماع وطني منقطع النضير قد وقع حول مشكل وحدتنا الترابية الذي أضحى يسمى بالقصبة الوطنية الأولى وأن هناك التفاف من طرف القبائل والفعاليات الصحراوية و من طرف الأحزاب الوطنية صغيرها وكبيرها حول شخص الملك…وطوال هذه المدة وما عرفته قصيتنا من مد وجزر،فان صوت الحكمة لم يسكت ابدا و ظل مدويا في ضمير كل صحراوي: إن الوطن غفور رحيم…وكان ولا يزال يناديه بأن العودة الى ارض الوطن مسألة حتمية…
وبعد كل هذا الوقت..وبعد كل التضحيات المختلفة من طرف الدولة المغربية ومن طرف المواطن المغربي من أجل تنمية هذه الأقاليم …التى أصبحت الآن تفوق تنميتها مجمل الاقاليم الشمالية….،وبعد ان نضج الوعي لدى الفعاليات الصحراوية المختلفة المحتجزة..وتاكد لها بالملموس بان الطريق الذي يقودها فيه البوليساريو طريق غير سالك. .وان نهاية هذه المجموعة الإنفصالية قد باتت وشيكة …
في الأيام الأخيرةسمعنا نبأ عظيما مفاده ان مجموعة كبيرة من الفعاليات الصحراوية من الرموز القديمة ومن الشباب ومن المثقفين ومن كل القبائل ومن داخل مخيمات العار ومن كل الأطياف الصحراوية قد التفوا حول تنظيم جديد سوف يجذب السجاد من تحت أقدام البوليساريو..
ويسمي هذا التنظيم الذي هو بصدد التهيء من اجل عقد اجتماعه الأول “صحراويون من اجل السلام “…
ولاشك انه بخروج هذا التنظيم الى حيز الوجود سيكون على البوليساريو الرضوخ رغم أنفه للعبة السياسية الدموقراطية …
فهل سيكون بمقدور البوليساريو التحلي بالحكمة و الجلوس على طاولة المفاوضات مع اخوانه الصحراويين من اجل وضع السلاح جانبا والرجوع الى وطنهم وتدبير شأنهم المحلي تحت راية المملكة المغربية…؟؟
في الحقيقة ليس هناك سيناريو آخر إلا هذا ..
وكل محاولة لا تضع نصب عينيها العيش في منطقة حكم ذاتي للأقاليم الحنوببة متفاوض بشأنها..قلت كل محاولة ستعمل على التنصل با واستعمال طريق غير هذا سيكون مآلها الفشل. ..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock