أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

الكاتب المغربي رابح قاسم في اصدار ثالث جديد تحت عنوان ” دموع الجمر”

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

بلقاسم سيداين
توصلت من الكاتب المغربي رابح قاسم بإصداره [ دموع الجمر] وهو إصدار ثالث في سلسلة سيرته الذاتية صدى السنين..وبعد الانتهاء من قراءته الماتعة كان لي هذا المنجز الدراسي حول هذه الأعمال
(مقتطف من الدراسة )
..صدى السنين سرد اِسترجاعي..وبحث عن حقائقَ هاربةٍ..إنه اعتراف بتفاصيل الحياة الذكرياتية. فيستعيد الكاتب التجرية المعاشة وصداها المتردد عبر إصداراته المتتالية في أجزاء ثلاثة
١-لعبة الحظ (ثافلوث .)
٢- فرسان الأنفاق
٣- دموع الجمر .
وما يجمع بين هذه المطالع أو( الثلاثي السير ذاتي) أنها أصداء سنين تتردد اهتزازاتها بداخل الكاتب فيحولها كتابة تُسقى من خزين الذاكرة، وتمتح من معينها ومنبعها. فيستعيد حياةَ حياةٍ معتمدةٍ على التوثيق الكرونولوجي للأحداث والوقائع..إنه تخييل ذاتي بامتياز ذو مرجعية وحيدة محورها الذات الراوية.
فهي إذن محور للتخييل لعالم متخيل مُعاش في الماضي. يستمد قوته من ذات الكاتب ولا يخرج عن عالمها الداخلي إلى عوالم خارجية .
قاسم رابح إذن بطل العمل( السير ذاتي السردي ) الذي يحمل اِسم الكاتب/المؤلف نفسه (قاسم رابح واعمرو) ..
وتدور حول هذه الذات، وتتمحور كل الأحداث..فيستعيد الحياة الماضية بكل ثقلها بطرق عكسية..ويتم تصويرها بآليات لا كما وقعت بل كما يرويها عبر لغة أدبية تصنع الجمال وتمنحنا قابلية تذوقه..تتخلل تفاصيلَها تعاليقَ تستمد تأويلاتها من عمق تجارب، وخبرات حياتية مكتسبة..حاكيها كاتبها نفسه..
فتبقى هيمنة الأنا الساردة و ظهورها هي من تقوم بعملية التفتيش، والتنقيب في دهاليز الذاكرة وأنفاقها وثقوبها لإعادة ترتيب نسيج من السرد الموازي لواقع حقيقي مرَّ ومضى لِذات الكاتب. وانتسب إلى الزمن المنصرم..فيحول هذه الحياة إلى نص أدبي مسطور يَفيضُ أَحاسِيساٌ، وهواجِساُ وذكريات. بعد أن حول واقعية الحياة تخيّلاً..ونسج نصاٌ يُحيلنا مباشرةً إلى عالم الكاتب وحياته، دون غيره..
أحداث ووقائع (حدثت ووقعت فعلا وصدقا..) تَمَّ إعادة صياغتها ونفض الغبار عن ترسبات هذه السنين بكل منعرجاتها وألوانها، وأصدائها..
فيمارس الكاتب (رابح قاسم) هذا اللون من منجزه الضخم باعتباره قوة مهيمنة فيخط هذا الأنا على بياض الورق سطوراً مثقلةً بالأحاسيس..ويُقدّم لنا بمهارة أدبية، وفنية غزل سرده داخل أفْضِيةٍ يتغذى حكيه برواسب الذات..وينهل من مخزون الذاكرة ..
باعتبارها محور العملية التخيلية و مادتها الأساس…
صدى السنين عمل إذن يقدم لنا حياة الكاتب الحقيقية بصدق ووضوح..و يحيلنا مباشرة على هذه الحياة.. و يوجهنا لاسم مرجعي/واقعي خالص (رابح قاسم) صِدقاً وفِعلاً…
إنها وثيقة تعريفية تتميز باعتراف بطبيعية واقعية حياة تتخللها ذكريات مستردة، ومسترجعة. تتقاطع فيها أفضية، وهويات بشرية كثيرة مع حياة الذات الكاتبة، وعالمه الواقعي..حيث شاركوا الكاتب هذه الحياة..
إنها ممارسة سردية تستدعي آليات للحفر في ذاكرة لذات محورية في عملية التخيييل (مادةً و مضموناً)..وتبقى هذه الذات الكاتبة عبر أصداء السنين تغذي السرد وتنميه..وفاء للتجربة الذاتية، وواقعيتها..إنه حرص أكيد على الإخلاص للحقيقة، وللواقع أيضا..إنه سرد متدفق من حياة المؤلف الأنا المتكلمة مبتدأً ومُنتهى..إلى أن يتدفق مخيال هذه الأنا المتكلمة بعد أن يتم تغذيتها بروافد من تجارب عميقة ذاتية ورواسب طبقية..
قال جيرارد دونرفال :《 أنْ نُبْدِعَ هُوَ فِي الحَقِيقَةِ أَنْ نَتَذَكَّرَ ..》
مقتطف من منجز دراسي لأعمال الكاتب (رابح قاسم )سينشر في حينه
بلقاسم سداين

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock