أخبار وطنية - دولية

زعيم “بوليساريو” يسرق كمية من الكمامات الموجهة إلى المخيمات، ويحولها لوجهة مجهولة، الصحراويون المحتجزون بمخيمات تندوف بالجزائر يناقشون القبول بمقترح الحكم الذاتي المغربي

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

عبدالقادر كتــرة

برز نقاش حادّ بين أفراد ساكنة مخيمات تندوف المحتجزة من طرف النظام العسكري الجزائري على تطبيقات التراسل ومنصات التواصل الاجتماعي، حول مقترح الحكم الذاتي للمغرب بعد أن اقتنع الجميع بأن أغلب دول العالم يدعمونه ويعتبرونه الحلّ الأمثل والواقعي لإنهاء النزاع المفتعل لقضية الصحراء المغربية، الأمر الذي دفع بالنقاش داخل المخيمات بتندوف بالجزائر، إلى مستوى متقدم وطرحت فيه كل المقترحات والقناعات وبدأت تظهر بوادر حركة وعي شعبي جديدة داخل عموم الساكنة الصحراوية المحتجزة فيما قيادة عصابة “بوليسرايو” لا تزال في ضلالها القديم.

غضب شعبي عمّ مخيمات الذل والعار، بعدما أطلقت مجموعة تطلق على نفسها اسم “المبادرة الصحراوية” طرحت للنقاش موضوع شرعية قيادة عصابة “بوليساريو” وتمثيلها للساكنة الصحراوية، وفشلها الذريع في إيجاد الحلول واستقلالها بالقرارات عن النظام العسكري الجزائري، وكذا الصراع القائم حاليا بين التنظيمات الشبابية التي اقتنعت بأن القيادة الحالية متجاوزة وغير مؤهلة لتدبير شؤون الصحراويين المحتجزين بمخيمات بتندوف، ويرفضون الاعتراف بمكوناتها، ويدعون إلى طرح بديل لهذه القيادة المتجاوزة.

ساكنة المخيمات تساءلت حول مقترح الحكم الذاتي بقناعة كبيرة، وهي تنتقد بشدة وتتهكم كيف أن القيادة الصحراوية تقبل بحكم ذاتي تحت سيادة الجزائر في منطقة تندوف وترفضه في الوطن، مما يكشف أن فكرة جديدة بدأت تتسرب بين الساكنة الصحراوية بالمخيمات، مفادها أن مقترح الحكم الذاتي لا يعتبر تنقيصا لقيمة المواطن الصحراوي الذي سيظل محتفظا بكامل المواطنة، لأنه عاش تحت رعاية نظام جزائري عسكري أكثر سلطوية وقبلت به قيادة “بوليساريو”، وتحت ظروف اقتصادية قاهرة…، مع العلم أن الساكنة الصحراوية بالمخيمات وحتى قيادتها لم تمتلك يوما الحق في تدبير الأمر المعيشي بكامل الحرية، ولم تكن لها القدرة على خلق اقتصاد منتج ومبتكر في المخيمات، ولم يتم تدبير المخيمات باستقلال تام، على العكس كما جاء في تفاصيل الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب، حيث تكون الممارسة الاقتصادية والسياسية كلية للساكنة الصحراوية.

اقتنع المواطنون الصحراويون المحتجزون بتندوف بالجزائر، حسب مصادر إعلامية صحراوية، وتحول النقاش من البحث عن الاستقلال إلى النظر في المقترحات العملية الموجودة فوق مائدة المفاوضات، وما يمكن الاستفادة منه بعد أن بلغ اليأس أوجه في القلوب.

الاقتناع بمقترح الحكم الذاتي ليس وليد اللحظة بل تأكد مع وفاة الراحل “محمد عبد العزيز” ودخول القضية مرحلة الركود، هذا الوضع فتح باب النقاش في الأسباب التي أدت إلى رفض المقترح المغربي من طرف قيادة “بوليساريو” والتي تراه ساكنة مخيمات تندوف المحتجزة رفضا غير موضوعي ولأسباب غير مقنعة.

وتساءل الجميع إذا ما كان الرفض فعلا من قيادة “بوليساريو” أم من طرف آخر أكثر تحكما في القضية في الإشارة إلى النظام العسكري الجزائري الذي ما فتئ يتاجر بهذه القية المفتعلة ويرفض كلّ الحلول القانونية والواقعية والدولية، والواقع يفيد بأن المغرب تمكن فعلا من إثبات مستوى نضج متقدم بعدما جعل الحرب على الجائحة أولويته وقدم مصلحة المواطن على مصلحة الدولة لم يفرق في هذا الأمر بين مواطنيه…

“بوليساريو” رفض الاعتراف ب”المبادرة الصحراوية” وتصنيفها كتنظيم، بالنظر إلى المواقف السياسية لأعضائها ومعارضتهم في تدبير القضية، ومطالبتهم بعدم احتكار الموائد المستديرة من طرف الجيل الأول الذي غادر معظمه إلى دار البقاء…، هذا الخلاف بين التنظيم وقيادة “بوليساريو” تطور في الأيام الأخيرة لتخرج أصوات من داخل المخيمات وتؤكد صحة الموقف الذي تتبناه “المبادرة الصحراوية”، وتؤكد أن قيادة “بوليساريو” عجزت عن تدبير مرحلة جائحة كورونا بعدما فرض الحصار على المخيمات وحرمت المواطنين من الحد الأدنى للمعيشة، والأكثر إيلاما أن التطورات كشفت عن فضيحة بدأت تنمو في الكواليس، بعد أن حول “إبراهيم غالي” زعيم عصابة “بوليساريو” كمية من الكمامات الموجهة إلى مخيم الداخلة، لوجهة مجهولة وترك المواطنين يتبادلون النظرات فيما بينهم ويجتهدون لخياطة أنواع من الكمامات المنزلية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock