أخبار العالمالأخبارالدوري الإنجليزي الممتازالمولودية الوجديةدوري أبطال أوروبامنوعات

من ابتكار وصنع المشعوذين، وصفات سحرية للعجز الجنسي بخليط الفياكرا بأعشاب ومواد كيماوية

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

عبدالقادر كتــرة

أشارت إحدى الدراسات التي قدمها أحد المختصين في إطار الجائزة الكبرى التي نظمتها النقابة الجهوية للصيادلة بوجدة في أيامها الصيدلانية السابعة يومي 20 و21 نونبر 2009، إلى تسجيل 104 من الوفيات في الفترة ما بين سنتي 1982 و2002، بسبب تسممات نتجت عن استهلاك بعض خلائط المواد المصنعة والمستخلصة مما يطلق عيله ب”الأعشاب الطبية”…، دون الحديث عن حالات تسمم لم تسجل أو يجهل وقوعها أو رفض الضحايا الإفصاح عنها وفضلوا كتمانها تجنبا للمشاكل الأسرية…

إن العديد من المواطنين السذج يعانون من بعض الأمراض خاصة تلك التي قد تمس فحولتهم من الرجال أو أنوثتهم من النساء يقصدون هؤلاء المشعوذين في عباءة عشابين فقهاء، بعد أن تعبوا ويئسوا من العلاج بالطب الحديث ومصاريفه التي لا تنتهي من الأدوية والصور بالأشعة وبغيرها وبالتحاليل المختبرية وبالآلات دون أي تحسن أو انقشاع بصيص من الأمل في الشفاء.

نتيجة لكلّ هذا، تصبح شخصيات هؤلاء العاجزين اليائسين هشّة ويلجؤون إلى حضن هؤلاء المشعوذين والمشعوذات ويلتجؤون إليهم للتعلق بخيط أمل ولو كان خيط عنكبوت بناء على نصيحة أحد المعارف أو صديق أو إشاعة أو غير ذلك، بعد اقتناعهم بقدرات هؤلاء على اختراق المستحيل…

زيارة “عيادة المشعوذ” ب100 درهم والعودة إليها بعشرات العشرات من الدراهم في عمليات علاج كاذبة بالأعشاب أو خليط منها أو كمية “الأوهام”…تصطف الطوابير ابتداء من الساعة الخامسة صباحا للتملي بطلعة هؤلاء المشعوذين بزيارة ب100 درهم من أجل فحص مريض يائس أو منح طفل لعاقر أو إنعاش متعة جنسية لفاقدها…متعة جنسية يجدها المشعوذ ذاته في “تقلاب” الزبونات من الفتيات والسيدات الجميلات العامرات…

أعشاب تستورد بطريق بطريقة غير قانونية وغير مراقبة صحيا وطبيا وجمركيا. كما أن هناك مواد وأدوية مقتناة من الصيدلية أو من سوق الفلاح بوجدة حيث تنشط عملية تجارة الأدوية المهربة من الجزائر منها “الفياكرا” و”الفنطولين” وغيرها حيث تطحن أقراصها وتخلط بالأعشاب وتباع للذين يعانون من الضعف الجنسي أو العجز الجنسي أو الربو فتعطي النتيجة ولو كانت قليلة الأمر الذي يجعل المستعمل لها يقتنع بمفعولها ويطيل العلاج ويساهم في إثراء جيوب المشعوذين…وأعشاب تحمل عنوان العلاج المقصود في استعمالها ومنها “أعشاب المعدة” و” أعشاب المصران” و”أعشاب الكلي” و”أعشاب الروماتيزم” و”أعشاب البرودة” و”أعشاب تصفية الدم” و “أعشاب الشقيقة” وأعشاب البواسير” و”أعشاب الربو” و”الأعشاب الحساسية” و…و…وهي علب لأعشاب تحمل اسم “مشروب” حلو منتهية صلاحيتها حيث أن المحتوى غير ذي فعالية.

وهناك أعشاب سامة تخلط بأعشاب أخرى منتهية صلاحيتها وتطحن وتعبأ في علب جميلة ومنمقة وحاملة لأسماء مشرقية على أساس أنها صنعت في دول المشرق العربي دون الإحالة على هوية صانعها أو عنوان المصنع أو المعشبة مصدر إنتاجها، ولا تركيبتها أو تاريخ صنعها أو تاريخ انتهاء صلاحيتها، تصنع بمصانع هي عبارة عن مرائب ببعض الأحياء بمدينة وجدة. وتأتي كميات كبيرة من هذه المواد المقدمة على أنها أدوية طبية مستخلصة من الأعشاب الطبية من الجزائر عن طريق التهريب حيث يعاد تصنيعها وتعليبها وتغيير تاريخ مدة صلاحيتها، وتمنح لها أسماء جميلة وجذابة مشرقية داخل مصانع بمدن جزائرية (مغنية وتلمسان وبوزريعة والجزائر العاصمة واسطيف) بعد استقدامها من دول أسيوية، ثم تضاف لها وصفات على واجهة العلبة تخص الأمراض المراد علاجها دفعة واحدة لمن لا يريد أن يصدق “يقوي مناعة الجسم، وينشط الجسم ويقضي على الضعف الجنسي والخمول والكسل ويثبت أصول الشعر ويمنع تساقطه ويزيل حبّ الشباب وينشط الذاكرة وبعين على الحفظ…”، ويتم ترويج هذه المنتوجات “السحرية” بمدينة وجدة ومنها إلى باقي المدن بمختلف المناطق المغربية، وهذه العمليات التهريبية الخاصة بهذه المنتوجات تتغاضى عنها السلطات الجزائرية تماما كما يتم تسهيل تهريب الأقراص المهلوسة بعشرات الآلاف…

وحول عملية خلط الأعشاب يصرح الدكتور إدريس بوشنتوف صيدلي عضو جمعية فضاء الصحة ورئيس النقابة الجهوية لصيادلة مدينة وجدة السابق، أن لا يمكن التحدث عن العشَّاب التقليدي أو العطار، ولكن أن يدعي أحد أنه عشَّاب بالمعنى العلمي (Herboriste) اختصاصي في الأعشاب الطبية فهذا غير صحيح حيث لا يوجد في المغرب مؤسسات أو معاهد تابعة لمصالح وزارة الصحة أو غيرها المعترف بها لتخرج هؤلاء ومنحهم الصفة لممارسة تلك المهنة، هذا بالإضافة إلى أن هؤلاء العطارة/العشابة لا يتوفرون على شهادات، ثم يضيف قائلا “إن القانون 17/04 من القانون المنظم لمهنة الصيدلة لا يتضمن إي إشارة للعشاب الطبي بل يشير إلى أن خلط الأعشاب الطبية من اختصاص الصيدلي…”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock