الأخبارالمولودية الوجدية

فسحة استراحة. و للمشاعر النبيلة مكان بيننا.

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

محمد حمداوي
و أنا أحاول مناقشة إحدى مواضيع الساعة…اجول بمخيلتي بين وباء كورونا و مختلف الترتيبات لوقاية البشر من انتشاره.أنتقل إلى موضوع القدس و حكاية الأسطورة الأمريكية “ترامب”و علاقة الصحراء المغربية بالقدس الشريف…أبحث عن صلة وصل بين قضايا كفلسطين و ليبيا و أدوار كل من الأتراك و الروس و العلاقات السرية و العلنية بين إسرائيل و الدول العربية….و أنا أحاول إيجاد الخيط الناظم بين الأمازيغية و ما يحكى عن بعض العارفين بشؤونها و علاقتهم المزعومة بزعماء الأكراد و قادة الليكود و زعماء الشعوب المستضعفة….أجدني مضطرا للإجابة عن سؤال يلاحقني منذ أن نظرت إلى عيني بإمعان و استفسرتني دون تردد :

  • ما الحب في نظرك ؟
    حاولت التهرب من الجواب بشتى الطرق لكن خيوط أحداث الساعة تتشابك في ذهني و تختلط الكلمات على لساني …تلعثمت و كأنني أحاول النطق لأول مرة لأتحاشى الخوض في سؤال قاطع تحليلي و نشرة أخباري المرتبكة.
    أعادت السؤال و بإصرار و لم يرمش لها جفن.أنا أسألك يا رجل فأجبني من فضلك !!
    الحب سيدتي قصة طويلة بطلها امرأة قد فازت بقلب رجل فنالت من قوامه و كبريائه حد الخضوع.الحب قصة بطلها رجل قد نال من عناد امرأة فصارت له تاج على مملكتها الفسيحة .
    الحب مملكة يسودها الهدوء و يعم أرجاءها الشوق و الصفاء…الحب سيدتي. ….
    استوقفتني و أمسكت بيدي .ارتعشت اناملها الرقيقة .غرغر الدمع في عينيها و علق بين جفنيها و لم يخضع لقانون الجاذبية… نظرت إلي مكفكفة دموعها و قد استطاعت الاحتفاظ بها لتزيد عينيها بريقا و لمعانا …قرأت على شفتيها و دون أن تنبس بكلمة آلاف العبارات و الكلمات الرقيقة رقة صوتها المعهود.لم أسمع حينها إلا خرير لعابها حين سمحت لبعض الهواء الدافىء من مغادرة صدرها عبر فمها …نسيم اجتاح كياني و كاد يسقطني مغشيا بين ذراعيها…
    قلت مسترسلا كلامي عن الحب حينها :الحب سيدتي كلمات تخرج من الفؤاد فتصيب الفؤاد سهام لا تؤذي …لا بل تشفي العليل…فردت: و قد نالت سهام كلماتك من فؤادي يا رجل فلم أعد بحاجة إلى تعريف و قد أدركت للتو أن الحب أسطورة لا تنسى و حكاية لا يكفي العمر لسرد تفاصيلها و رواية أحداثها و كتابة مجلداتها. …
    مهلا مهلا يا امرأة. الحب إذا حكاية بلا نهاية .فقصة “ليلى” لن يجرؤ أحد على ختم تفاصيلها و غلق مجلداتها ستبقى خالدة إلى أن تنتهي كل القصص و الروايات….فكل جيل يروي جزءا من معانيها و كل الأجيال أبدعت في فك رموزها و استخراج دلالاتها و تحليل مضامينها….الحب إذا بلا معنى و لا معنى للحب إن عرفناه و استطعنا تحديد مفاهيمه.دعك من معاني الحب و دلالاته و لننصرف معا إلى عالم غير متناه فوق السحاب و في عمق البحر … بين النجوم المشعة و الكواكب المضيئة….لنرفرف سوية بين اسراب الفراشات و العصافير….دعنا من لغة الكلام و فنون التعبير ….هيا بنا إلى لنسافر معا إلى أبعد كوكب في الفضاء الفسيح…إلى كوكب صامت هادىء لأسمع دوي نبض قلبك و خرير سريان دمك و صرير انفاسك الدافئة التي تبعث الروح في جسدي و تعانق روحي….
    حاولت أن أعود إلى مواضيع الساعة في لحظة فأدركت تفاهة الأمر و بشاعة العودة إلى كوكب ما عاد يهمني بعد أن سافرت بعيدا عن صخب البشر و قساوة بني جلدتي ….
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock