رحلة العذاب في الجزائر من أجل الظفر بكيس نصف لتر حليب
عبدالقادر كتــرة
تشهد معظم ولايات الجزائر على غرار العاصمة أزمة خانقة بسبب ندرة في توزيع أكياس الحليب المدعم ، ليجد المواطن نفسه في رحلة عذاب أو خوض معارك للظفر بكيس حليب من فئة نصف لتر.
أزمة الحليب هذه، زادت حدتها خلال الأسابيع الأخيرة، حسب مصادر إعلامية جزائرية، وذلك في أعقاب ارتفاع سعر كيس الحليب المقنن الذي بات يباع ما بين 30 و35 دينارا خارج العاصمة، وكذا التحقيق في وجهة مسحوق الحليب المدعّم ونسبة المسحوق بالكيس التي انخفضت إلى 50 غراما، وإلزام الموزعين باقتناء حليب البقر والناقة للاستفادة من حصة صغيرة من أكياس حليب 25 دينارا.
وزير التجارة الجزائري صرح لوسائل الإعلام قائلا: “من غير المعقول أن ننتج 4،7 مليون كيس حليب يوميا ولا نجده في السوق “. وهذا ما اعتبره أمرا غير منطقي، وهدد كل المضاربين والموزعين الذين بممارساتهم يرتفع سعر الحليب فوق سعر 25 دينار للكيس الواحد.
من جهة أخرى يشتكي موزعو الحليب عبر مختلف شبكات التوزيع من السعر الذي تفرضه الوزارة واعتبره البعض منهم غير منطقي باعتبار أن المستحقات التي تدفع للحصول على أكياس الحليب المدعم لا تتساوى وهامش الربح وهذا ما دفع بالتجار إلى التذمر من هذه الأزمة التي طال أمدها وتتكرر كل مرة وبنفس الأسباب ليبقى المواطن هو الخاسر الأكبر في هذه المعادلة.
هذه الظروف دفعت إلى ارتفاع سعر كيس الحليب المقنن بـ25 دينارا، والذي بات يباع عبر عدد من الولايات وحتى في ضواحي العاصمة على غرار زرالدة وبودواو وتيبازة وشرشال والبويرة بـ35 دينارا، في حين باتت الملابن تلزم الموزعين للحصول على حصصهم الاعتيادية من حليب الأكياس باقتناء “إجباريا” حصة معينة من حليب الأبقار بـ50 دينارا للتر، ومؤخرا حليب الناقة بـ600 دينار للتر.
وشدد المصدر على أن المشكل المطروح في الجزائر لا يكمن في ضعف استيراد مسحوق الحليب الذي يكلف سنويا ملياري دولار، وإنما في معالجة اختلالات توزيع المسحوق بين الملابن والولايات ذات الكثافة السكانية، ونقص الملابن ببعض الولايات، وتقليص نسبة بودرة الحليب في الكيس المدعم، والتي من المفروض أن تتراوح بين 85 و103 غرام، لتنخفض مؤخرا إلى 50 غراما، وكذا نوعية كيس الحليب “المثقوب” المعتمد في حفظ الحليب والذي يؤدي في الكثير من المرات إلى رمي الحليب في المجاري المائية بعد تلفه، حيث إن العديد من الفيديوهات ـ توثق العملية بملابن بئر خادم وبودواو
