أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

الجدية … رسالة العاهل الى شعبه

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

وانا خارج ارض الوطن وبالضبط عند ابني بالولايات المتحدة الامريكية ،تتبعت الخطاب الملكي السامي بمناسبة مرور 24 سنة على حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، فادركت مدى قوة الرسائل الواردة في النطق الملكي السامي المفعم بجانب ديني وطني اخلاقي سياسي ‘في خضم ازمة انهيار منظومة القيم وعالم يعيش مخاض التحولات والمستجدات !

الجدية … رسالة العاهل الى شعبه
سليمة فراجي
الجدية le sérieux قيمة راسخة عتيدة تحلى بها اجدادنا واباؤنا لما واجهوا الاستعمار بمختلف اشكاله .
الجدية رافعة التحدي التي يجب الا تبقى حبيسة في دواخل النفوس وانما يجب ان تبرزوتفعل على ارض الواقع ،
ذلك ان التلاحم التاريخي بين الملك والشعب اذا اقترن بالجدية من اجل رفع التحدي سنتمكن من السير قدما الى الامام ،ورسم خارطة طريق واستراتيجية لادماج المواطن المغربي من اجل التنمية الاقتصادية والتنموية والسياسية والطاقية

لذلك فان جدية الشباب وقوته وقدرته على الابداع امور تفرض نفسها خصوصا في ظل التحولات والمستجدات الدولية
فالمغرب العتيد حاضر ويجب ان يبقى حاضرا بقوة ابداعاته وعبقرية مواطنيه ،وشباب المغرب جدير بالثقة من اجل حثه على المزيد من الابداع والعطاء

استنتجت من خلال فهمي المتواضع ان الدينامية الجديدة المعتبرة عمودا فقريا وحجر الزاوية ، هي الجدية والمصداقية التي تجعل من المغرب بلدا له صيت وسمعة وواجهة محورية سواء تعلق الامر بالجانب الجيو سياسي او الثقافي او الامني والاستراتيجي
لذلك لم يعد هناك اي مكان للغش ، للهدر ، او التراخي من اجل مواجهة مختلف التحديات ، سواء تعلق الامر بالجفاف والاحتباس الحراري ، او العدالة المجالية ، او الامن الغذائي والمائي والطاقة او الحكامة الجيدة ،في منعطف الاستراتيجيات المستقبلية الواعدة .

علاقة المغرب مع محيطه لم تتغير طبقا لقناعاته الراسخة وقانونه الاسمى الذي هو دستوره ، لم يتخل يوما عن الانتصار للقضية الفلسطينية مهما يزعم الاعداء وينتصر لدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ، واذا اعترفت اسرائيل بسيادة المغرب على اراضيه فان ترافع المغرب من اجل القضية الفلسطينية لم يتغير ، كلمة المغرب مسموعة و معتبرة ووازنة على الصعيد الدولي وفي ذلك رسالة واضحة

المغرب رفع التحديات رغم التحولات العالمية والداخلية ، كغيره من الدول تأثر بمخلفات الوباء وحرب اوكرانيا ، ولكن توجيهات الملك ركزت على بناء الانسان ، على الحماية الاجتماعية ، والتعويضات العائلية والتقاعد ، مع التنمية المستدامة المعتمدة على الطاقة المتجددة ، على تحلية مياه البحر ، مع تفعيل المشاريع على ارض الواقع ، وجعل المبادرات قابلة للتنفيذ ومواجهة التضخم ،

رسالة الملك تتمحور حول ما حققه المغرب من مكتسبات منها مختلف الشراكات مع افريقيا ،والانتصار للعمق الافريقي اقتصاديا وثقافيا وانسانيا طبقا لما حققه في هذا المجال وتماشيا مع ما نص عليه في دستوره الا وهو الانفتاح على محيطه ، وبذلك اكد عاهل البلاد وبمنتهى الحكمة ان الشر لن يلحق الجزائر من المغرب وانه يتمنى فتح الحدود بين بلدين وشعبين شقيقين ، علما انها ليست هي المرة الاولى التي اثار فيها معضلة اغلاق الحدود وقطع العلاقات ، لكون العلاقات التاريخية بين الجارين ترتكز على العلاقة الانسانية والتاريخ المشترك والبعد الجغرافي و ما يستتبع ذلك من خلق الميكانيزمات الجديرة ببناء بلدان مغاربية مرتبطة جغرافيا وتاريخيا ومصيريا لمواجهة المشاكل الجيوستراتيجية والامنية والاقتصادية وطبعا الانسانية !
حكمة العاهل المستمدة من قيم الكبار تنم عن قناعات انسانية روحية نبيلة لذلك توجه في مختلف الخطابات ويتوجه الى الشعب الجزائري من اجل مواجهة المعضلة وتخطي الصعاب

التشبت بالثوابت ، بالهوية ، بالجينات المغربية ، بالقيم الدينية و الوطنية وحماية الروابط الاجتماعية الراسخة في عالم اصبحت فيه القيم الانسانية مهزوزة ان لم نقل في طريق الانهيار كلها امور وردت في المنطوق الملكي السامي من عبارة : الله الوطن الملك ، تلك العبارات والكلمات التي رغم علمنا واطلاعنا عليها منذ الصغر فان تأكيد العاهل عليها مرده الى مختلف التحولات والمستجدات التي تجعلنا نتمسك ونتدثر بالقيم الاسلامية ، وبحبنا للوطن ، ووحدتنا الترابية ، و مؤسستنا الملكية الضامنة لاستقرارنا و المادة جذورها في تاريخنا ، ورأسمالنا اللامادي ، والتي تشكل مكتسبات تاريخية يفتقدها غيرنا تجعل من بلادنا واجهة لامعة اقليميا ودوليا

تقرير والي بنك المغرب ورغم الوضعية الدولية الشائكة ورغم الارتباكات والتضخم فان القطاع الاقتصادي والتصدير والعملة الصعبة كلها امور ساعدت على خلق التوازن ، كما ان المغرب يعد باستثمارات وشراكات افريقية ، ولا ننسى ان الازمنة الصعبة تدفعنا لامحالة الى ابتكار الحلول
من خلال سياسات عمومية ناجعة

خطاب الملك تمحور حول الجدية من اجل مغرب الغد في عالم محاط بالمخاطر لذلك يجب ان نبقى نحن نحن ، اوفياء لثوابتنا الدينية الوطنية المؤسساتية ، ونتسلح بالجدية والحكمة وخدمة الصالح العام وتشجيع الابداع وولوج ساحة الكبار ،
وسنستمر بدون زهو او غرور …
سليمة فراجي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock