أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

المغاربة اليهود : قطاع التعليم بمدينة وجدة في المغرب إبان فترة الاستعمار الفرنسي (1907ـ 1956) نموذجا

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

مقال مختصر في موضوع: 03/02/2021
المغاربة اليهود
قطاع التعليم بمدينة وجدة في المغرب
إبان فترة الاستعمار الفرنسي (1907ـ 1956) نموذجا
إعداد الدكتور يحي خـا لـفـي
تقديم
يسجل التاريخ بكل فخر دور السلطات المغربية وجميع مكونات المجتمع المغربي في حماية واستقبال الجاليات اليهودية المغربية أو المهاجرة قسرا من بلاد الأندلس خلال فترة محاكم التفتيش الإسبانية الشهيرة، وخلال فترة حكومة فيشي الفرنسية.


فقد عاش المغاربة اليهود جنبا إلى جنب مع المغاربة المسلمين، يصنعون ويتاجرون، ويمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية قبل قيام دولة إسرائيل في ماي 1948، وحتى بعد هذا التاريخ ـ الأزمة، على الأقل ما كنت أرصد وأنا طفل صغير بالمدينة القديمة حيث تواجد الملاح وأحياء التجارة والصياغة والخرازة التي تحكم فيها المغاربة اليهود.
ارتأيت عرض موضوع “نجاح المغاربة اليهود مع قطاع التعليم بمدينة وجدة إبان فترة الاحتلال الفرنسي (1907ـ 1956)، بمناسبة رغبة دولة إسرائيل مطالبة العرب وإيران بتعويضات عن ممتلكات اليهود المهاجرين طوعا أو قسرا (مقالة الجريدة الإلكترونية هيسبريس في 15/07/2016)، وكذلك رغبة في إحياء موضوع بحثي للحصول على الإجازة في التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول بوجدة في المغرب، خلال الموسم الجامعي 1994ـ 1995، وأيضا بمناسبة تقديم إذاعة وتليفزيون ميدي1 بالمغرب برنامجا خاصا عن المغاربة اليهود يوم 03 فبراير 2021.


ولعل موضوع التفاهم والتصالح وإنهاء الصراع والقطيعة، يحتاج من إسرائيل والدول العربية إلى صدمة قوية، للتوصل إلى حل عادل، وخاصة أن المهاجرين الفلسطينيين لازالوا مستقرين بمخيمات في لبنان والأردن، ومهاجرين قسرا في شكل شتات بمختلف بقاع العالم، ويرغبون في استعادة ممتلكاتهم بأراضي 1948، وبالقدس وبالضفة الغربية. وتعلم إسرائيل يقينا أن المقايضة بين ممتلكات الفلسطينيين وممتلكات اليهود في الدول العربية وإيران مستحيلة في أي حل للقضية الفلسطينية.
ولا يمكن للمغرب والمغاربة سوى القبول بعودة المغاربة اليهود لاسترجاع ممتلكاتهم، والمساهمة في تقدم بلدهم في سلم وسلام وتعايش وتضامن وإخاء بين جميع المكونات الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إذ يصعب نكران القيمة المضافة للجالية المغربية اليهودية الموزعة بين إسرائيل وأوربا الغربية وأمريكا الشمالية، والتي تمثل لوبيا قويا لحماية المصالح المغربية.

تعليم المغاربة اليهود بوجدة
عانت الساكنة المغربية اليهودية كمثيلتها المسلمة من حيف وتمييز عنصريين في ولوج المؤسسات التعليمية الاستعمارية بمدينة وجدة خلال فترة 1907ـ 1956. وقد اضطرت الجالية اليهودية بوجدة إلى الاعتماد على إمكانياتها الذاتية الهزيلة، ومساعدة الرابطة الإسرائيلية العالمية، في خلق مدارس مغربية إسرائيلية بعد محنة دامت سنوات طويلة.
ـ فما ظروف نشأة التعليم الإسرائيلي الابتدائي بمدينة وجدة؟
ـ وإلى أي حد استفادت الجالية المغربية اليهودية من التعليم الأوربي الإعدادي والثانوي؟
استفاد التعليم الإسرائيلي من رعاية مزدوجة: إشراف مديرية التعليم الرسمي ومساعدة الرابطة الإسرائلية العالمية
التعليم اليهودي العتيق


أشرف على التعليم اليهودي التقليدي بوجدة بعض رجال الدين “في مؤسسات شبيهة بالكتاتيب القرآنية من حيث الأساليب التربوية والوسائل المادية. إذ كان المتمدرسون من الأطفال والشباب يجلسون على حصير بسيط في قاعة ضيقة أو في البِيعة(1)، ليحفظوا عن ظهر قلب، الدرس اليهودي الذي يكتبه الحبر على لوحة صغيرة “(2).
“ويتقاضى الأحبار ـ المدرسون ـ أجرا يتراوح بين 0,25 و 0,50 فرنكا في الأسبوع عن كل تلميذ. والجدول الآتي يبين توزيعهم على المؤسسات الدينية بوجدة مابين 1908 و1910 (3):

مارس 1910
عدد التلاميذ مارس 1910
عدد المدرسين يونيو 1908
عدد التلاميذ يونيو 1908
عدد المدرسين موقع المؤسسة
30 2 15 1 اشنوكة أولاد الهبرة
48 2 30 1 اشنوكة أولاد يشو
ـ ـ 20 1 معبد أولاد دراي
78 4 65 3 المجموع

ويبدأ الطفل الدراسة عادة في سن الثالثة ـ في الظروف العادية ـ إلى سن الرشد الديني (الثالثة عشرة)، وتتلخص أهداف هذه المؤسسات في تعليم الأطفال اللغة العِبرية التي كانت حية ومتوارثة وإلزامية في القانون اليهودي، بحيث لا يمكن لدولة إسرائيل الادعاء اليوم بأنها أحيت اللغة العبرية بعد موتها ـ.
تمكنت الرابطة الإسرائيلية العالمية من بناء المدرسة الإسرائيلية (قبالة سينما فوكس، وتابعة اليوم لمديرية التعليم بوجدة، تحمل إسم مدرسة عبد الكريم الخطابي وتتخصص في تعليم الفرصة الثانية)، واعتبرت القاعدة الأساسية للتعليم الأوربي قبل الولوج إلى المؤسسات الفرنسية الثانوية (ثانوية الذكور/ثانوية عمر بن عبد العزيز التأهيلية حالياـ وثانوية البنات/ثانوية زينب النفزاوية التأهيلية حالياـ).
هاجر الكثير من اليهود من وجدة إلى إسرائيل عقب إعلان قيام دولة إسرائيل سنة 1948، وتوالت دفعات أخرى بعد استقلال المغرب سنة 1956، إثر اندلاع الحروب العربية الإسرائيلية في ظروف لازالت غامضة، بمساندة السلطات.

المراجع والإحالات
1ـ لازالت البِيعة اليهودية موجودة قبالة مقهى المولودية بوجدة (مع النجمة السداسية) في ظروف سيئة، وبحاجة إلى ترميم.
2ـ اسماعيلي مولاي عبد الحميد، تاريخ وجدة وأنجاد، الجزء الأول، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1985، ص 274ـ275.
3ـ LOUIS VOINOT, OUJDA ET L AMAlAT, OUJDA, LES ENFANTS DE L’ORIENTAL, p 105.
وجدة في 03 فبراير 2021 الدكتور يحي خالفي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock