أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

البطاقة الصفراء الموجهة لبوفال هل هي بطاقة إنذار للعالم الإسلامي وإفريقيا ودول الجنوب عامة ..؟ 

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

*- محمد يتيم يكتب :*

كل العالم تابع وشاهد البطاقة الصفراء التي وجهها حكم مباراة نصف نهائي المونديال للاعب المغربي سفيان بوفال بسبب مطالبته الحكم بالإعلان عن ضربة جزاء واضحة “وضوح الشمس في نهار جميل” .. ووضوح أرضية ملعب المبارة الذي أضيء بأحدث نظم الإنارة
ضربة جزاء شهد خبراء التحكيم والصحافة الرياضية العالمية باستحقاق الفريق الوطني لها وكانت هي الثانية في مقابلة واحدة مما أثر على نتيجة المبارة. والأدهى من ذلك عدم اللجوء لتقنية الفار التي كان من الممكن أن تحسم الجدل وتهدئ النفوس، لكنها اختارت الصمت و”إذنها صماتها”
لكن الحقيقة هي أن الفريق الوطني وجمهوره والجمهور العربي والإسلامي والافريقي والعالمي المنصف قد قلبوا الموازين وحولوا مسابقة كأس عالم قطر إلى حدث تاريخي وحضاري شكل تحدياً للمركزية الأروبية وللنموذج الغربي .. حيث أن الحدث تجاوز الإطار الرياضي ليتحول إلى مسرح للتلاقح بين الشعوب ورفع شعارات مناهضة للظلم والعدوان وخاصة للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ..


وبعد أن انهزمت الحملات المغرضة ضد قطر بدعوى انتهاك حقوق الإنسان والأمر أن الغرب آخر من يمكنه أن يتحدث عن حقوق الإنسان كما صرح بذلك انفنتينو المسؤول الأول في الفيفا .. وبحضور الرئيس الفرنسي التي كانت عدد من بلديات فرنسا قد قررت مقاطعة مبارياته بدعوى عدم احترام دولة قطر لحقوق الإنسان وبدعوى عدم احترام المنشآت الرياضية للبيئة وللضرر التي ستحدثه المكيفات بسبب الإنبعاق الحراري .. يا سلام.
الرئيس الفرنسي أبى إلا أن يحضر مقابلة نصف النهائي في مواحهة تجمع بين الفريق الوطني وفريق بلاده في وقت تشهد فيه العلاقة بين اابلدين توترات صامتة وناطقة أحيانا .. بلغت بفرنسا لأول مرة إلى الإمتناع عن التصويت عن قرار مجلس الأمن السنوي حول قضية الصحراء فيما يبدو أنه رفع لورقة صفراء ضد المغرب ..! بسبب تمدده الإفريقي وتوجهه إلى تنويع شركائه الإستراتيجيين ..!
المشاركة المغربية المتألقة حركت المشاعر في العالم العربي والإسلامي وإفريقيا وعبر العالم كله وظهرت الجماهير في ساحات إندونبسبا وغزة وفي العواصم العربية والإسلامية ولدى الحاليات العربية والإسلامية في أوروبا ..
المشاركة المغربية حركت أوساطاً متعاطفة مع الكيان الصهيوني بسبب رفع أعلام فلسطين من قبل الجمهور ومن قبل بعض اللاعبين إلى درجة تحميل المسؤولية للدولة المغربية عن عدم للانضباط لمقتضيات اتفاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني ..
لقد تابع ماكرون ومعه العالم عدم احتساب حكم المباراة لضربتي جزاء تحدثت الصحافة الرياضية العالمية وخبراء التحكيم عن صحتهما .. بينما كان رأي الحكم وغرفة الفار التي كانت تلك الليلة لا ترى ولا تسمع ولا تتحرك .. كأن أنه لا ضربة جزاء ..
والأدهى من ذلك أن الحكم اختار أن يرفع بطاقة إنذار الى اللاعب الضحية أي سفيان بوفال الذي ظهر قبل أيام يحتفل مع ووالدته بالإنتصار الرياضي المغربي الذي كان اتنصاراً لقيم الأسرة ضد قيم المثلية والشذوذ وهدم الأسس الفطرية التي تقوم عليها المجتمعات البشرية بل حتى الحيوانية ..
هي بطاقة إنذار موجهة لكل ما ترمز إليه المشاركة المغربية في المونديال الأخير من تهديد لعرش المركزية الغربية المتعجرفة والمنافقة ..
هي بطاقة إنذار لنموذج قيمي وحضارة تشكل الأسرة ركيزة أساسية في حين يتجه النموذج الغربي وخاصة في بعض الدول المتطرفة في علمانيتها نحو الطريق المسدود ..
هي بطاقة إنذار تريد أن تقول إن نصرة الشعب الفلسطيني لدى الغرب ولدى أوساطه المتصهينة على الخصوص خط أحمر .. وأن استنكار العدوان الصهيوني خط أحمر .. وأن تضامن الشعوب العربية والاسلامية والشعوب الإفريقية وشعوب العالم خط أحمر .. وأن هزيمة فرنسا كرويا خط أحمر لأنها كانت ستكون كارثة وهزيمة لكل ما دافعت عليه فرنسا قبل المونديال وأثناء تنظيمه .. خصوصاً وأن عدداً كبيراً من لاعبي المنتخب المغربي الذي خرّوا سجداً شاكرين لله وظهروا شاكرين لأمهاتهم ومقبلين رؤوس آبائهم، قد نشأوا وترعرعوا في أوروبا دون أن يؤثر ذاك في انتمائهم الوطني والحضاري ..!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock