صقر الشاهين: أسرع طائر في العالم لحماية مسجد الحسن الثاني الكبير بالدار البيضاء
في إطار مشروع الحد من المضايقات والآثار السلبية المرتبطة بتكاثر الحمام داخل محيط مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء والذي تبنته الجمعية المغربية لحماية الطيور الجارحة (AMPR) بتعاون مع إدارة المسجد وشركة Perliagro المتخصصة في مكافحة الحشرات الذين كثفوا من جهودهم لإيجاد حل قائم على الطبيعة وقادر على الحد من هذه المضايقات والآثار السلبية المرتبطة بتكاثر الحمام السالف الذكر, فقس خلال الأسبوع الأول من شهر ابريل الجاري, أربع بيض صقر شاهين في صندوق عش اصطناعي تم تعليقه في الطابق الثاني عشر من صومعة مسجد الحسن الثاني الكبير منذ سنتين تقريبا.
تعتبر هذه العملية إيذانًا بنجاح الجهود المبذولة للسماح لهذه الأنواع من الطيور الجارحة بالتواجد في موقع هذا المكان الروحي المرتفع بالدار البيضاء كما ستساعد هذه الحضنة الأول الموثقة والناجحة لصقور الشاهين (Falco peregrinus) في مسجد الحسن الثاني في مكافحة تكاثر الحمام بفضل حل قائم على الطبيعة.
لقد جاء هذا المشروع بطلب من رئيس مراقبة الصحة والسلامة بمؤسسة مسجد الحسن الثاني لشركة Perliagro رغبة في الحد من أعداد الحمام وذلك بتفضيل الأساليب والحلول الأخلاقية استنادًا إلى التنظيم الطبيعي لأعداد هذا الطائر بحيث يبدو بأن استخدام أحد أعظم الحيوانات المفترسة الطبيعية للحمام هو الاختيار الصحيح.
كانت الخطوة الأولى من هذا المشروع، وهو الأول من نوعه في المغرب والعالم العربي، هي إنشاء صندوق عش يوم 27 أكتوبر 2019، تم إعداده خصيصًا لجذب أفراد صقور الشاهين التي تم رصدها بشكل متقطع في المنطقة. وقد تم تنفيذ هذه المبادرة بإذن وشراكة من المديرية الجهوية للمياه والغابات بالدار البيضاء التي شاركت أيضًا في عمليات المراقبة. وقد تم تركيب صندوق العش في الطابق الثاني عشر من المسجد موجه نحو الشرق للاستفادة من أشعة الشمس الأولى مع البقاء في مأمن من الرياح السائدة.
بعد أقل من شهرين، بدأ زوجان من الشاهين بزيارة المنطقة المحيطة بصناديق العش. وبفضل تركيب كاميرا على مستوى صندوق العش واستنادا إلى المؤشرات الإيجابية التي تم تسجيلها خلال عامين من المشروع، تمكنت الجمعية المغربية لحماية الطيور الجارحة من متابعة الفقس مباشرة خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل 2022 همت أربع بيض صقر شاهين.
بالإضافة إلى قدرتها على خلق ضغط طبيعي يساعد على إبقاء الحمام بعيدًا عن موقع التعشيش (مسجد الحسن الثاني)، فإن هذه الطيور الجارحة ستستهلك ما بين 600 و800 حمامة كل سنة. كما أن وجودهم سيمكن من دراسة إيكولوجية هذه الأنواع الرمزية والمحمية من الطيور وسط بيئة حضرية و لهذه الغاية، تم التخطيط لوضع منبه GPS (مقدم من طرف الاتحاد العالمي لصون الطبيعة- UICN- كجزء من برنامج منظمات المجتمع المدني الصغيرة في شمال إفريقيا) على الصقور الصغيرة من قبل AMPR يوم 10 ماي المقبل ، تحت إشراف الوكالة الوطنية للمياه والغابات (ANEF) وأمين مسجد الحسن الثاني لتوثيق أولى رحلاتهم الجوية ومتابعة تحركاتهم.
لتجدر الإشارة الى أن صقر الشاهين من الأنواع التراثية المغربية التي استخدمت منذ فترة طويلة في الصيد بالصقور ويعتبر هذا الجارح المفترس أيضًا أسرع الأنواع في مملكة الحيوان حيث يمكن أن يصل إلى 320 كلم في الساعة في منحدراته المذهلة.
محمد الدريهم
