أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

من قبيلة سيدي لحسن : صورتان وكلام عابر

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

محمد شحلال
في الصورة الى اليسار،يبدو نبات الصبار مستسلما لهجوم الدودة القرمزية،التي أجهزت على أهم ارث للأجداد بمنطقة،،المعدن،، على غرار باقي المناطق في كل ربوع الوطن، حيث كان الأهالي ينعمون بواحد من أجود أنواع فاكهة الصبار.
التقطت الصورة قبل أيام بعدما انتشر الوباء بشكل رهيب،وقضى على اخر ما كان يجتذبنا لزيارة المكان ،حيث كان المجرى المائي قد نضب منذ سنوات وقضت من جراء ذلك مئات الأشجار المثمرة.
لا أتصور أن أحدا كان يتوقع هذا المصير الذي ال اليه نبات الصبار المعروف بمقاومته لكل الظروف المناخية،فهل هذا نذير شؤم ومقدمة لما يجري حوالينا؟
ان الأحوال بالبادية قد بلغت مم القتامة ما لم يسبق له مثيل،وليس هناك في الأفق ما يعيد الطمأنينة الى النفوس الا رجاؤنا في الله عز وجل أن يرحم مخلوقاته التي ناب عنها الانسان في محاربة الخالق.
أما الصورة الثانية،فهي لنبع ضارب في القدم يعرف عند ساكنة المنطقة التي يقيم فيها الاقارب ب،،أمان نسيلحاج،،(ماء سي الحاج).
يقع النبع في سفح مرتفع ويخرج ماؤه ذو الصبيب القار من صخور معدنية على ضفة الوادي.
كان المكان موحشا في الماضي،حيث كان هناك غطاء نباتي كثيف،يوفر الحياة لمجموعة من الحيوانات ،وفي مقدمتها الأرانب والثعالب والذئاب،ومازالت بالجوار مغارات الأرانب التي كانت تمرح بالمئات إمام الجحور التي تسلكها لاتقاء الأعداء.
كان النبع قد اختفى قبل سنوات بعدما غطته الأوحال والأتربة،ولم يعد هناك أثر للماء الذي كان يتوزع في القديم بين ملكيات للأهالي الذين اقتسموه لتخمير مادة الحلفاء.
في بحر الأسبوع الماضي،زرت المكان برفقة بعض الضيوف من الأقارب،فقررنا أن نحرر النبع من أثقاله.
بذلنا جهودا مضنية لاخراج الحجارة والطمي الذي تحول الى طبقات عنيدة،ولم يظهر أثر الماء الا بعد عمق يقارب المتر.
شجعنا ظهور الماء على مواصلة العمل حتى بلغنا منبعه الأصلي،وما هي الا دقائق حتى جرى الماء في حضن الوادي ليعيد الوضع الى سابق عهده.


شعرت بانتشاء كبير لأني أعرف تاريخ المكان منذ طفولتي الأولى،وسعدت أكثر حين توفر الماء لثعلب أقام على بعد أمتار من النبع مستغلا مغارات الأرانب المهجورة ليربي صغاره،ناهيك عن الطيور والقطعان التي تذرع المكان بانتظام.
وبقدر انتشائي بعودة الحياة لهذا المكان الموحش،بقدر ما تألمت لسلوك الأهالي المقيمين،حيث طلق الناس جل أعمال الخير التي كانت من صميم البدو.
أذكر كيف كان المرحو،،سعو،،(ترخيم للاسم:مسعود)،واخرون غيره،يميطون الأذى عن الطريق،وينظفون المنابع والابار،بينما اختفت هذه الأعمال التي زرعت التكافل بين الناس في القديم،وجعلتهم يقدرون العمل المشترك،فهل هو النكوص الذي يطبع سلوك الناس في أيامنا هذه ؟ أم هي الثقافة الجديدة التي تعلق تصحيح النقائص على،،المخزن،،؟
في الختام وأنا أقحم الاخوة المتابعين في أمور لا تهمهم،فاني لا أخفي مرارتي حين أسأل أحدا من الأهالي عن النبع الفلاني أو الطريق العلاني فيجيبني بأنه لم يزره منذ سنين !
ربما كنت ضحية خرف سابق لأوانه،لكن لا بأس اذا دفعني لاعادة الحياة لنبع طاله نسيان طويله فضاعت حقوق مخلوقات تقاسمنا الحياة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock