أخبار جهويةأخبار محليةأخبار وطنية - دولية

عنقاء أكادير

ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة - MEDIA COM ميديا كوم ... جريدة إلكترونية ... شاملة -  MEDIA COM

محمد شحلال


في مطلع الستينات من القرن الماضي،تعرضت مدينة أكادير لزلزال مدمر، تزامن مع وضعية اجتماعية واقتصادية لا تخلو من مصاعب ونقائص،حيث كان البلد قد تخلص لتوه من ربقة المستعمر،وكان الملك محمد الخامس-رحمه الله- يسعى لبناء لبنات الوطن الأولى ،بعد تجربة حكومة المرحوم عبد الله ابراهيم التي اجهضت على يد حلفاء فرنسا وخلفائها المنذورين لحماية مصالحها.
كنا صغارا يوم حصول الكارثة الطبيعية،لكننا تأثرنا ونحن نرى دموع الملك الذي زار المدينة المنكوبة ووقف بنفسه على هول الكارثة.
وعد الملك محمد الخامس باعادة بناء مدينة أكادير في حلة جديدة،وسميت مدينة،،الانبعاث،،!
لقد كانت مدينة أكادير بمثابة ،،عنقاء،،زمانها،ذلك أنها لم تكتف بالنهوض من عثرتها الموجعة،بل أبت الا أن تكون معلمة معمارية عصرية تصل أصداؤها كل بقاع العالم.
وهكذا،فليس عجبا أن تجد عينات بشرية من كل أجناس العالم تذرع معالم المدينة،او تمارس فيها أنشطة اقتصادية وسياحية بعدما استهواها المكان ،فحطت رحالها.
اليوم فقط،لم أقاوم الرغبة في تناول وجبة بلمسة لبنانية،ولست ادري هل يسعفني الوقت لأكتشف باقي الأطباق المعروضة في مطاعم صينية ومن بلاد اسيوية عديدة وجدت جميعها في المغرب ما يشغلها عن العودة الى مواطنها الأصلية،ذلك أن بلدنا ،، ظالم الحسن شهي الكبرياء،،!( من رائعة : الأطلال لكوكب الشرق وشعر ابراهيم ناجي).
لم يبق من اكادير المنهارة الا بناية واحدة حظيت باعجاب وعطف ساكنة أكادير بعدما صمدت في وجه الزلزال،وما زالت قائمة تذكر بحدث مؤلم،لكنها تناجي الناس بأن الفن أحد أركان الحياة الذي يجب أن يستمر حتى تحافظ هذه الحياة على نكهتها : انها بناية سنيما ،،السلام،، التي تستوقف الزائر بمعمارها المتفرد، والتي لم تجرؤ يد المفسدين في العقار على
التخلص منها وان كانت البناية الأثرية بحاجة الى تأهيل عبر تجديد مظهرها.
يبدو ان الزوار ينجذبون أكثر نحو معالم مدينة اكادير العصرية ،وهي معالم ذات سحر لا يقاوم،لذلك لا تحظى قاعة السنيما الأسطورية باقبال يذكر،فهل يفكر أبناء ومسؤولو أكادير في صيغة أخرى لاعادة الاعتبار لهذه المعلمة التي أجهز على نظيراتها في جل المدن المغربية؟… محمد شحلال

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock