تاوريرت : عندما تتحول نعمة تطوير الصناعات الغذائية إلى نقمة على البيئة
محمد بوعصابة
جميل جدا عندما تقرأ اعلانات وتلاحظ اشهارات على الصفحات الإلكترونية تتعلق بتصبير الزيتون بالمنطقة الصناعية المتواجدة بمدينة تاوريرت وتشاهد فيديوهات تشرح لك كيفية معالجتها بتقنيات حديثة ! حينما يشاهد المرء هاته الفيديوهات ويقرأ تلك المقالات يحس بالفخر للتطور الذي عرفه مجال الصناعات الغذائية بمدينة تاوريرت خاصة إنتاج وتصبير الزيتون في أفق توزيعه وطنيا وتصديره للخارج.
لكن من حقنا بل من الواجب علينا أن نتسائل عن تاثير كل تلك السيولات التي تفيضها هذه المعامل على البيئة؟ هل هناك شراكة بين الوزارة الوصية وارباب معامل الزيتون والمجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني لايجاد حلول تحد من التلوث البيئي والحد من ألاضرار الموذية لبعض السكان المجاورة للمصانع و لمياه واد زا ووادي ملوية والأراضي الفلاحية المتواجدة بمنطقتيها ومنتجاتها الزراعية والحيوانية مما يؤدي ذلك إلى اختلال التوازن البيئي ؟ نتمنى من أعضاء المجلس الجماعي الجديد وخاصة بعض الشباب منهم الذين انكبوا سابقا علي دراسة هذه الكارثة سواء محليا أو في المواقع الالكترونية وكانت لهم يد السبق والمبادرة في توعية الساكنة بالأضرار الناتجة عنها ودق ناقوس الخطر لتنبيه ولاة امورنا واقتراح حلول لهذا المشكل ان يعملوا على طرحه ضمن أولويات المشروعات المزمع تنفيذها بالاقليم والا سيصبح في خبر كان.
المسألة ليست سهلة كما يظن البعض إذ يجب التوفيق بين عنصري معادلة التنمية: خلق حركة اقتصادية وفرص الشغل للشبان والشابات من جهة والحفاظ على البيئة من جهة أخرى.
يتحدث الاختصاصيون اليوم عن التنمية المستدامة وليس مجرد التنمية .
ولا استدامة للتنمية دون الأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي.
محمد بوعصابة، فاعل جمعوي وكاتب / الرباط
واد زا ببن الماضي والحاضر : شاهدوا الصور
