بدر المقري
حلت منذ أيام قليلة، الذكرى 57 لوفاة العلامة محمد المختار السوسي (1900-1963). و لكن ما الداعي إلى أن تخص هذه الحلقة من سلسلة (ذاكرة وجدة المعرفية) بالمختار السوسي يرحمه الله؟
يوجد الجواب في الجزء الثاني من كتابه (معتقل الصحراء) الصادر سنة 2005، الذي خصه بتراجم من كانوا معه في معتقل (أغبالو نكردوس) في الأطلس الكبير (على بعد 56 كلم من بلدة تنجداد في إقليم الراشيدية)، ما بين 7 شتنبر 1953 و 29 يونيو 1954.
ومما يعد قيمة مضافة إلى كتابة تاريخ مدينة وجدة المعرفي، أن المختار السوسي أثبت في كتابه شهادة لمربي الأجيال بوجدة، الأستاذ مصطفى المشرفي يرحمه الله (1914-1959). و قوام هذه الشهادة، حديث مصطفى المشرفي عما استفاده من دروس و عبر في تجربة الاعتقال في (أغبالو نكردوس).
قال الأستاذ مصطفى المشرفي، في ما رواه العلامة محمد المختار السوسي، في الجزء الثاني من كتابه:
“ استفدت من الاعتقال راحة البدن و الفكر، لأنني لاقيت قبل ذلك بخمس سنوات، (عرق القربة) ليل نهار في المدرسة (يقصد مدرسة زيري بن عطية الحرة التي أسسها في درب العربي بوجدة سنة 1946).كما استفدت دراسة النفسيات من مختلف الطبقات التي اعتقلت معها. و استفدت التعارف مع رجال ما كنت لأجدهم كما أريد. و استفدت معارف جمة، غير ذلك. قال الله تعالى: (و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها). “
