الثقافة والتعليم كآلية للسيادة الثقافية

ذة . سليمة فراجي
قرأنا مختلف اراء المحللين بخصوص العولمة ، واحتمالات انهيارها ، خصوصا بعد تفشي وباء كورونا و ادراك الانسانية انه مستصعب الشفاء ،وان عصر ما بعد العولمة سيواكب نهاية الهيمنة الغربية ، الامر الذي تحدث عنه فلاسفةالحضارة والتاريخ والذين بشروا بدورة حضارية ما بعد العولمة وهيمنة الغرب
الصين ادراكا منها لكل ذلك ، بادرت وبالموازاة مع الاشعاع الاقتصادي الى طرق ابواب المجال الثقافي تمهيدا لاعداد خلف للنموذج الثقافي الغربي ، وقد انشأ خبراؤها دعامة قوية منتشرة عبر العالم تمثلت في ” معهد كنفوسيوس “الذي تأسس سنة 2018 وانتشر 550 معهدا تحت اسم معهد كونفوسيوس في 154 دولة ومنطقة ويعمل فيه 45700 مدرسا صينيا الى جانب 1193 فصل كونفوسيوس في المدارس الابتدائية والمتوسطة في العالم ، وقد تم احصاء 810000 منخرط في الدراسة في المعهد عبر الانترنيت ، وهذه المعاهد تتولى تعليم اللغة والاداب والثقافة الصينية الى جانب تعزيز مكانة الدولة في العالم والتبادل والتواصل ، وتحرص على تكوين مدراء المعاهد وحضورهم المؤتمرات ،وقد حضر المؤتمر المنعقد سنة 2018 1500 رئيس جامعة وممثلين عن معاهد كونفوسيوس من اكثر من 150 دولة ومنطقة .
لذلك نلاحظ ان الانفاق على التعليم والمد الثقافي يوازي الانفاق على الجيش و قدراته العسكرية !
نستنتج انه بدون اعادة ترتيب الاولويات واعطاء اهمية قصوى للتعليم والثقافة والاشتغال على تقوية القدرات البشرية لا يمكن ان نساير مستجدات وانعكاسات التحولات السريعة التي ستشهدها الانسانية