كرزازي محمد : تحية عالية الى كل المتضامنين و المتضامنات و وسائل الإعلام الجادة

كرزازي محمد

عدت الى مدينة وجدة بتاريخ 07 غشت الجاري ،بعد قضاء اكثر من أربعة أشهر عالقا بمدينة مالقة الجميلة باسبانيا ثم بفرنسا .واجهت خلالها صعوبات واقع يومي ، فرضت علي نتيجة انتهاك حقي في العودة إلى المغرب كما هو الشأن لأكثر من ثلاثين ألف مواطن مغربي و مواطنة مغربية.
عشت مرارة تدبير ملف المغاربة العالقات و العالقين و الذي اتسم بازدراء واضح لحقوق المواطنة بمفهومها الكوني كان اخرها السماح بالدخول إلى المغرب او الخروج منه لفئات محددة و عبر خطوط طيران محددة،(الخطوط الملكية المغربية و العربية) و بشروط تكاد تكون تعجيزية لاغلب العالقين لما تطرحه من صعوبات قد تحرم الراغب في السفر من تحقيق مبتغاه .
طيلة الفترة التي كنت فيها عالقا ،تواصلت مع اقربائي و اصدقائي و رفاقي عبر تقنية الواتساب .
كان التواصل مفيدا ،غني بالافكار احيانا و الاخبار و الطرائف الجميلة و النصائح و الاقتراحات احيانا اخرى.كثيرون منهم عرضوا علي بالحاح و بكل شهامة و تلقائية دعما ماليا و هي اشارات كان لها اثر ايجابي على معنوياتي .
اشكر و احيي عاليا كل من تضامن معي و مع المغاربة العالقات و العالقين من منظمات كالجمعية المغربية لحقوق الانسان( التي اعتز و افتخر بانتمائي اليها ) و اشخاص و اشكر كل من اتصل بي ليطمئن على احوالي و يؤنس وحدتي و يحفزني على الفعل.و تحويل المعاناة الى تجربة. كما اشكر وسائل الاعلام الجادة التي ساهمت باحترافية و موضوعية في التعريف بماساة العالقين و ابراز معاناتهم .
و انا عالق ،ادركت بالملموس معنى و طعم التضامن بمفهومه الكوني .
بالمناسبة اشكر بحرارة رفاقا و اصدقاء باسبانيا ممن ساعدوني في اوقات حرجة سواء بالترجمة او تسهيل عمليات التواصل في المجتمع الاسباني . و اشكر كذلك اطباء بمدينة وجدة تجاوبوا معي بتلقائية و بدون مقابل أثناء الحجر الصحي لارشادي او نصحي .
كما لا يفوتني أن اشكر محامين مغاربة من المغرب و فرنسا و اسبانيا لبوا طلبات استشارتي عن قضايا تتعلق بالقانون.
كان لاحترام حقوقي باسبانيا و فرنسا وقع اقدره باستمرار،و اكن كل الاحترام و الاعتراف بالجميل للأسرة الاسبانية ذات الأصول الارجنتينية التي كنت مقيما لديها مقابل مساهمة مادية طيلة فترة مكوثي بمالقا و التي اسسنا رغم اختلاف ثقافاتنا لتعايش، ترك لدي انطباعا عميقا لكون البعد الانساني يسمو على ما سواه من الاختلافات العرقية و الثقافية.
اخيرا اجدد شكري و امتناني لكل المتضامنين و المتضامنات مع تقديري عاليا لفضيلة التضامن ،باعتباره احدى القيم الكونية النبيلة التي تمنح ضحايا الانتهاكات قوة الصمود وترفع معنوياتهم و تساهم في تمتين العلاقات الاجتماعية علاوة على كونها آلية أساسية لمواجهة الانتهاكات و تعطيلها او الحد من شراستها …كما تعد قاعدة للترافع.
ليت ان مفهوم التضامن ياخذ نفس المعنى لدى المسؤولين و يسائلون انفسهم امام الرأي العام بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر،الذي يصادف 10غشت من كل سنة حول معالجتهم و تدبيرهم لملف المغاربة العالقات و العالقين سواء داخل او خارج المغرب والذين لا زال عدد منهم كما تتداوله وسائل الاعلام، ينتظر و يناشد و يجدد المناشدات، يائسا ، من اجل العودة إلى احضان عائلته و استرجاع نمط حياته اليومية التي كانت تمنحه استقرارا و توازنا نفسيا و ان يحس بهويته ،و آمل ان يتم ارجاعهم في القريب العاجل الى المغرب. و مزيدا من التضامن.

كرزازي محمد .
وجدة ، 12غشت 2020