عن اجساد البغال وعقول العصافير اتحدث

عمر الطيبي
يثير الجزائريون من محللي مباريات البطولة الافريقية في كرة القدم لفئة ما تحت 17 سنة، الجارية حاليا في الجزائر، الشفقة لما يكابدونه من مشقة وعناء، في الجهد الذي يبذلونه لتجنب واجتناب ذكر اسم المغرب والمغاربة، كلما كان أحد طرفي المقابلة الخاضعة لمناقشتهم هو المنتخب المغربي.

والغريب هو ان هؤلاء المحللين البؤساء كلهم كبار في السن راشدون، وليسوا من الفءات السنية الصغرى، كما لاعبي هذه البطولة، او هكذا يبدون على الاقل، حتى ان الشيب قد غزا رؤوس اغلبيتهم، ولكن لا احد منهم لعن الشيطان، و”تفضل” بذكر اسم بلد جار وشعب شقيق موجود على كل حال في الحدود الغربية لبلادهم، بما يسمح بالحد الأدنى من التواصل !!

ففي مقابل ذكرهم للاعب النيجيري والمنتخب النيجيري، وأيضا المنتخب الجنوب أفريقي واللاعب الجنو أفريقي بأسمائهم واسماء بلدانهم وصفاتهم، يكتفون بالقول ” الفريق الخصم ” واللاعب الخصم” بدل الفريق المغربي واللاعب المغربي !!

على كل حال سيظل هؤلاء وقد زحف التصحر الايديولوجي الكابراني على ادمغتهم عبارة عن “أجساد بغال وعقول عصافير” كما يقال، لكن ما يزعج في اختياراتهم حقا هو انهم يدربون الفئات السنية الصغرى على السير في نفس طريق العنصرية والكراهية التي يسيرون وساروا فيها من قبلهم ، ما يدفع الى التساؤل بقوة وصدق عما اذا كانت بعض الفئات الجزائرية من مثل هؤلاء ستتخلص يوما من “متلازمة المغرب والمغاربة” التي طوحت بهم بعيدا عن جادة الصواب، وجعلتهم محط سخرية واستخفاف من طرف شعوب العالم !؟